نجح العدو الصهيونى ببراعة فائقة فى كتابة وتسجيل شهادة وفاة الحضارة الغربية التى خدعت العالم لحقبة طويلة من الزمن بشعارات زائفة تدعى أن أمريكا وأوروبا دول متحضرة.. وشعوبها تمتلك مشاعر إنسانية راقية، وقادتها وأصحاب القرار فيها يحترمون حقوق الإنسان.. أى إنسان بصرف النظر عن دينه أو وطنه.
لقد كشفت المذابح اليومية لأطفال ونساء وشيوخ غزة وتكثيفها أيام عيد الفطر المبارك أن العربدة الصهيونية فى عزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا لا تدين قادة تل أبيب المتطرفين العنصريين المجرمين وحدهم.. بل تدين كل من يمدهم بالسلاح، وكل من يدعمهم سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وكل من يسكت ويقف متفرجا على جرائمهم ضد شعب ضعيف أعزل لا يمتلك قوت يومه، ولا يمتلك مساكن أو حتى خيام إيواء يعيش فيها بعد أن هدم أحقر جيش فى التاريخ منازل شعب بالكامل يقترب تعداده من ثلاثة ملايين.
الجرائم التى ترتكبها العصابة الصهيونية المجرمة ضد الشعوب العربية سوف يدفع العالم الغربى ثمنا باهظا لها إن عاجلا أو آجلا.. فالظلم لن يدوم، ولن يفلت المجرمون والداعمون للعدوان من عقاب الخالق الجبار.. فهو سبحانه وحده القادر على كسر الجبابرة وإذلالهم.. وحقائق التاريخ خير شاهد على ذلك.
عاد العدو الصهيونى الغاشم يقتل ويدمر ويعيث فى الأرض فسادا فى غزة والضفة ولبنان وسوريا كما توقع كثير من الخبراء والمحللين السياسيين والعسكريين.. عاد مجرم الحرب (النتن ياهو) ليمارس هوايته فى حصد أرواح الأبرياء فى ظل دعم أمريكى معلن، ومواقف سلبية من معظم دول العالم حيث توفر أمريكا لهذا المجرم كل صور الدعم والحماية الكاملة فى تحد صارخ للعالم كله.
العصابة الصهيونية فى تل أبيب تستمر فى العدوان على سيادة الدول، وتصل أياديها الملوثة بالدماء لتقتل فى عدد من الدول العربية والإسلامية وتجد الدعم السياسى والعسكرى من الأمريكان دعاة الحضارة ورعاة حقوق الإنسان.. فإذا ما فكرت دولة أو جبهة مقاومة الانتقام لشهدائها وجدت حائط الصد الأمريكى قويا ومزعجا لتوفير الحماية للمعتدى الآثم الذى يرتكب أبشع وأحقر الجرائم دون رادع سياسى أو عسكرى.
للأسف الشديد.. أمريكا لا تزال تصر على التحالف مع الشيطان.. الدولة الكبرى التى تتشدق دائما بحقوق الإنسان ترى وتشاهد كل مؤسساتها كما يرى شعبها المتحضر الراقى أطفال ونساء تحصد الآلة العسكرية الأمريكية التى يستخدمها الصهاينة المجرمين يوميا أرواحهم دون أن تتحرك مشاعرهم وتستيقظ ضمائرهم ويتحركوا بدوافع إنسانية لحماية من تبقى من شعب غزة المنكوب.
لقد كشفت أحداث غزة المأساوية وما تتعرض له من حرب إبادة حقيقة الحضارة الغربية الزائفة للعالم، وتأكدت شعوب العالم الحر من عنصرية هذه الأنظمة السياسية، وعدم احترامها لأبسط حقوق الإنسان، والأبشع تقديمها السلاح الفتاك للقتلة والمجرمين ليقتلوا به أطفالا ونساء لا حول لهم ولا قوة، ولم يسببوا أى أذى لا لأمريكا، ولا لأوروبا، ولا للكيان الصهيونى.
لم تخسر أمريكا طوال تاريخها كما خسرت خلال العام ونصف الماضية.. فقدت أمريكا مصداقيتها كقوة كبرى فى العالم بمساندتها الكاملة للعصابة المجرمة فى تل أبيب وكل يوم تتضاعف خسائرها، والعالم كله يشاهد يوميا ما يرتكب من جرائم ضد المدنيين فى غزة بالأسلحة الأمريكية، ولا تعير أمريكا الرأى العام العالمى الرسمى والشعبى أى اهتمام.
الإدارة الأمريكية بهذه المواقف الجائرة أضرت كثيرا بسمعتها ومصداقيتها وتؤكد كل يوم عدم انسانيتها وتحديها للمجتمع الدولى، وهو ما سيعود عليها بأبلغ الضرر فى المستقبل القريب والبعيد.. فلن ينسى العالم تلك المواقف الظالمة، ولن تنس كل شعوب العالم الحر هذا الظلم الصهيونى، وهذا الدعم الأمريكى غير المسبوق لكيان مجرم يقتل ويدمر مقومات الحياة لشعب فقير يعيش معظمه على المساعدات الإنسانية.
أما خسائر الصهاينة من هذه الحرب فسوف تتعاظم وتستمر وتتضاعف وتكشف عنها الأيام القادمة.. فإذا كانت حربهم العدوانية على غزة قد أسفرت عن قتل وتدمير وتخريب وإبادة جماعية لشعب أعزل فسوف يدفعون حتما ثمنا باهظا لجرائمهم فى المستقبل القريب والبعيد مهما نالوا من دعم ومساندة ساسية واقتصادية وعسكرية من أمريكا وبعض دول أوروبية.. لن توفر هذه الحرب لهم الأمن الذى يبحثون عنه، بديل أن عددا كبيرا منهم هاجر وترك الأرض المحتلة وهاجر بحثا عن الأمان.
حسابات العصابة الصهيونية فى تل أبيب دائما خاطئة والغباء الذى يسيطر على عقولهم سيجلب المزيد من الخوف والرعب للشعب اليهودى سواء الذى يعيش على أرض فلسطين المغتصبة أو الذي يعيش فى الشتات حول العالم لأن ما حدث لأهل غزة لن يمحوه الزمن وأبناء وأحفاد الضحايا من شهداء ومصابين سوف ينتقمون لهم.
مهما ارتكب جيش الكيان من مذابح فى غزة وأيا كان الرقم الذى سيقتله أو يصيبه سيخرج الكيان الصهيوني من حرب غزة مهزوما فى النهاية والانتصار الوهمى الذى يبحث عنه نتنياهو لن يتحقق، فقد ورط نفسه فى حرب طويلة لا طاقة للصهاينة بها، ولولا الدعم الاقتصادى والعسكرى الأمريكى والأوروبى المعلن والخفى لانهزم الجيش الصهيونى فى الأسابيع الأولى من الحرب.
مهما دمر العدو الصهيونى من منازل للمدنيين وعثا فى الأرض فسادا فلن ينتصر، فانتصارات الجيوش لا تقاس بقدر ما تعبث وتخرب وتدمر وتقتل من المدنيين كما يعتقد مجرم الحرب الصهيونى، ولذلك فالنهاية واحدة وهى خروج هذا العدو المجرم مهزوما فالغالبية العظمى من ضحاياه من المدنيين العزل؛ أطفال ونساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة.. وستظل هذه الجرائم تلاحق المجرمين الصهاينة مهما طال بهم الزمن وستكون وبالا عليهم وعلى الكيان الصهيونى كله.
الانتصار الحقيقى هو تحقيق الأهداف بأقل قدر من الخسائر، وإسرائيل حتى اليوم لم تحقق هدفا واحدا من أهدافها وقتلت أكثر من 60 ألفا من المدنيين العزل بل قتلت العشرات من جنودها ومواطنيها فى عمليات عسكرية عشوائية تؤكد انفلات أعصاب قادتها وعشوائية وعبث وجبن الجيش الصهيونى الذى يحاول رد اعتباره دون جدوى.
ستظل صورة أمريكا ومعها العديد من الدول الأوروبية ملطخة بدماء الأبرياء.
b_halawany@hotmail.com