….الكذب المتعمد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصحيح حديث اشتهر علي ألسنة العامة ………
حديث: (من بلغ الناس بشهر رمضان حرمه على النار)
وهذا الحديث لا أصل له ، ومن رواه فقد تجاوز حرمان الجناب النبوي الشريف ، و أباح لنفسه اختلاق أحاديث وروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم زورا وبهتانا ، ولم يتكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم ينقلها أحد من رجالات الحديث و علمائه ، وكذب علي رسول الله صلى الله عليه وقد يصدق فيه حديث رسول الله صلى الله عليه {من كذب عٓلِيٓ متعمدا فليتبوء مقعده من النار }
وأكد د. محمد مأمون ليلة، مدرس مساعد بقسم الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر الشريف، أن الكثير من الناس على برامج التواصل الإجتماعي يتداولون هذه الأيام، حديث: “إذا بلغت الناس بشهر رمضان حرمت عليك النار”، وهذا الحديث لا أصل له في كتب السنة …
وإن هذا الحديث، كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، مطالبا المسلمين أن يحذروا من نسبة شيء إلى سيد ولد آدم دون تثبت، ففي الصحيحين قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ”.
والناظر في هذا الحديث يتضح له من أول وهلة أنه مختلق موضوع، وليس هو من ألفاظ النبوة، قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رحمه الله: مَا أَحْسَنَ قَوْلَ الْقَائِلِ: إِذَا رَأَيْتَ الْحَدِيثَ يُبَايِنُ الْمَعْقُولَ أَوْ يُخَالِفُ الْمَنْقُولَ أَوْ يُنَاقِضُ الْأُصُولَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ، قَالَ: وَمَعْنَى مُنَاقَضَتِهِ لِلْأُصُولِ: أَنْ يَكُونَ خَارِجًا، عَنْ دَوَاوِينِ الْإِسْلَامِ مِنَ الْمَسَانِيدِ وَالْكُتُبِ الْمَشْهُورَةِ.
ونزيد الأمر إيضاحا حول صحة حديث «من أبلغ عبادي بشهر رمضان حُرمت عليه النار»
يقول الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف ، إنّه متداول بكثرة عبر منصات السوشيال ميديا، لكن لا أصل له في كتب السنة النبوية: إذ «لا فضيلة في تبليغ الناس بموعد شهر رمضان قبل أوانه».
وماحكم الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم:
أنّ هذا الحديث المزعوم، يعد كذبًا على النبي صلى الله عليه وسلم: «على المسلمين أنّ يحذروا من نسب شيء إلى أفضل الخلق دون تثبت».
وحول عقوبة الكذب على النبي:
ففي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ»، وشدد عضو الفتوى، على أنّ الكذب على النبي من أكبر الكبائر والذنوب بإجماع المسلمين.
والخلاصة :
الحديث مكذوب لا أساس له من الصحة ، ولايجوز تناقله والإخاء بما ذكر فيه ،
حتى أن علماء المسلمين لم يصنفوه فر كتب الأحاديث الموضوعة والضعيفة .
وقد غلظ الرسول صلى الله عليه وسلم عقوبة من فعل يذلك كما في قوله صلى الله عليه وسلم {من تقول علي ما أقل فليتبوء مقعده من النار } رواه ابن ماجه وصححه الألباني .ولذلك لابد علي جميع المسلمين الحذر فيما يتناقلونه من أحاديث ، فيجدر بهم التأكد من صحتها قبل الاستدلال بها ، لأن في الأحاديث الصحيحة كفاية شاملة وافية للاستدلال بها … ….والله أعلم …