وبعد..
تظن أنك صامد كجبل..
قديم الانتظار كأزل..
قوي كحجر..
صلب لاتَلين؟!..
ثم أي؟!..
كذبت،،،،
إن بعض الظن إثم..
فها هي الأيام-وهي ثقال-تجبرك، على أن تعتنق الضعف مرغما..
أن تبدي هشاشتك..
وأن تنزع عنك قناع المقاومة، وفي ضلوعك ألف قيامة..
لايوقف لهيبها شدة الإعياء..
ولايبطل ضجيجها مستفحل الخوف في الأرجاء..
ها هي الأيام..
تجبرك أن تنكفئ طوعا، بعدما أعياك طول الوقوف..
وأرهقك حمل الصبر طويلا على قلبك المجروح..
فلا أنت قادر على أن تخفف الثقل..
ولاأنت عدت قادرا على السير كما أنت يابطل..
ها هو الحنين يختبرك..
يمتحن قدرتك المزعومة على الكتمان..
لتنهار ضحية الآهات..
وتسقط، فريسة البوح..
ظالم، ذلك القادم من خلف سحب الأمس..
لينهال عليك كالمطر..
لا ليغيث أرضك الظمأى..
لكن،،،،
ليشعل النار في مستصغر الشرر..
عجبا..
-#يليه..
عميق جرح الجسد؟!..
لا تقلق..
فتلك الخدوش، حتى وإن بقيت..
يوما،،،،
تختفي معالمها..
لكن، ماذا عن غائر الجرح في الروح؟!..
ذلك الذي لا يعترف بالنسيان..
ولا تغيره حوادث الزمان..
عميق، كعمق الظلام في عيون أعمى..
قاس، كقسوة الخرس حين يقلم أظافر الصرخات..
فتبقى، بركانا يسكن الأعماق..
أنت يا سيدي، محض ريشة..
تقاذفتها الريح..
كلما التفتَّ، فثَمَّ غربة..
ثَمَّ ريح، بعد،،،،
ريح..
لاتعرف، أين تحط رحالك..
ولاتقوى على أن تختار وطنا..
مجبر، على أن تمضي حيثما اختارت لك الأقدار..
والديار يا مسكين، ديار منفى..
مهما ألفت في ضيق ال(هُنا) وجها..
لابد..
كما أتيت،،،،
تروووح..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..