يعتبر الصدق من الصفات الحميدة، التي وجب على الناس التزامها ليكونوا سعداء في جميع مجالات حياتهم، فالإنسان الصادق يكون محبوباً بين الناس وينال ثقتهم في الحياة الدنيا، ويفوز بالجنة في الآخرة، ويفرّج الله كربه، والنجاة من المهلكات، والبركة في الرزق، والفوز بمنزلة الشهداء، والراحة وطمأنينة النفس.
بينما الإنسان الكاذب يعدّ من المنافقين، ويعتبر شخصاً منبوذاً بين الناس، ولا ينال الثقة أبداً ولا الجنة، وقال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الأنعام في الآية الثالثة والتسعين: ” وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ “، فإنّ الصدق جوهرة ثمينة لا يقدّرها إلا الشخص الحكيم، ويعتبر الصدق هو الصفة التي كان يختصّ بها الله سبحانه وتعالى أنبياءه بالثناء عليهم، ومدحهم، ولهذا فقد قال الله تعالى عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بأنّه الصادق الأمين، وذلك من شدّة حبّه .
ويحمي الصدق صاحبه من أهوال يوم القيامة.
والابتعاد عن صفة النفاق السيئة والتي تؤدي بصاحبها إلى النار.
الإحساس الدائم بالراحة والطمأنينة وعدم تأنيب الضمير والهروب من الناس.
الصدق يكسب العبد توفيق الله تعالى له في حياته، ومباركة رزقه ودينه وحياته
أهمية الصدق :؛
يعود للتنشئة الاجتماعية منذ الصغر في الأسرة الدور الأكبر في تعزيز وترسيخ أهمية الصدق في النفس، فمهما كان الأطفال صغاراً يجب زرع الصدق في أنفسهم، ويجب على الأهل التصرّف أمام الأطفال بصدق والإجابة على أسئلتهم بصدق مهما كانت، فيعتبر الأهل مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى عن ترسيخ الخصل الحميدة في أبنائهم؛ لأنّ هذه الخصال سبب لاستقرار حياتهم وثبات قيمهم، واستقامة حياتهم .
أهمية الصدق في حياة الانسان:
٢- حصول البركة العاجلة والآجلة، لقوله ﷺ: «فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بورك لهما في بيعهما».
٢- عِظَم القَدْر، وعُلُو المنزلة في المجتمع، فالذي يتحلى بالصدق يَعْظُم قَدْرُهُ، وتعلو منزلته بين الناس؛ لاعتقادهم أنه ما فعل ذلك إلا عن حسن سيرة، ونقاء سريرة، وكمال عقل.
لماذا يجب أن نتحلى بالصدق؟
يجب على المسلم بل و ينبغي للمؤمن أن يتحلى بالصدق في أقواله وأعماله في كل الأحوال والظروف والبيئات اتباعا لأوامر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة واقتداءا برسول الله صلى الله عليه وسلم..
الصدق ومكارم الأخلاق :
والصدق يدخل في بابُ التَّرْغِيبِ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: { قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا } . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا؛ نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ: فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ. قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
فوائد الصدق للفرد والمجتمع؟
1- شرف القدر، وعلو المنزلة: فالإنسان الذي يتحلى بالصدق يشرف قدره، وتعلو منزلته؛ ذلك أن الصدق يدل على حسن السيرة، ونقاء السريرة، وسمو الهمة، ورجحان العقل، كما أن الكذب عنوان سفه العقل، وسقوط الهمة، وخبث الطوية. فالصدق حسنة حميدة تنساق بصاحبها إلى الحسنات، كما أن الكذب خصلة سيئة تَنْجَـرُّ بصاحبها إلى السيئات.
أجمل ما قيل عن حِكٓم عن الصدق :
الصدق ربيع القلب، وثمرة المروءة، وشعاع الضمير.
إذا لم تتعلم الصدق من الآخرين فلا تعلمهم الصدق.
من صدق في أقواله جل قدره.
الصدق أمانة ولسان الحق، والكذب خيانة.
أفضل الجود بذل الجهد، وأحسن الصدق الوفاء بالعهد.
إن الصدق مع الله من أجمل أنواع الصدق.
الصدق هو أساس الإيمان وأساس النجاة .
أنواع الصدق :
١- أن تكونَ صادقاً مع الله مخلصاً في طاعتك وأعمالك.
٢- أن تكون صادقاً مع نفسك تعترف بأخطائك ولا تخدع نفسك.
٣- أن تكون صادقاً مع النّاس في لسانك وفي مشاعر قلبك أيضاً.
٤- الصدق في العزم.
٥- الصدق في العمل.
٦- الصدق في النيّة والإرادة.
٧-الصدق في القول.
٨- الصدق في جميع مناحي الحياة.
حكم الصدق عند الإنسان :
هو واجب فإن الله سبحانه وتعالى أوجب على المسلمين الصدق والنصح في جميع المعاملات، وحرم عليهم الكذب والغش والخيانة، وما ذاك إلا لما في الصدق والنصح وأداء الأمانة من صلاح أمر المجتمع، والتعاون السليم بين أفراده، والسلامة من ظلم بعضهم لبعض وعدوان بعضهم على بعض، ولما في الغش والخيانة والكذب من فساد أمر المجتمع، وظلم بعضه …
ولذلك نادى الله تعالى علي المسلمين والمؤمنين فقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) …فحري بكل إنسان في هذا الدنيا أن يتحري الصدق ويعلم أن الله مطلع عليه وأن بالصدق يكون إنسانا ويكون مسلماً ويكون مؤمنٓٓا..
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق ليهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرفنا عن سيئها فلا يصرف عن سيئها إلا أنت يارب العالمين…….