أن الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية تكشف نوايا إسرائيل في هندسة المجاعة والمساهمة في الانهيار الاجتماعي، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن هذه ليست حربا ضد مقاومة غزة فحسب، بل أيضا ضد شعبها.
إن تقديم مثل هذه “الادعاءات الوقحة” دون أدلة تبرر مهاجمة المستشفيات والملاجئ كان بمثابة السمة المميزة لسلوك الجيش الإسرائيلي طوال هجومه على غزة، لكن الأهمية الحقيقية للهجوم لا تكمن في رغبته في إفراغ أكبر ملجأ مدني في شمال غزة، والذي يأوي 30 ألف شخص، بل في إحباط الدور المحوري الذي كان يلعبه فائق المبحوح في تنسيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين يتضورون جوعا في غزة مع استعادة ما يشبه النظام الاجتماعي في الشمال.
أن إسرائيل لم تتوقف قط عن استهدافهم، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك باستهداف مئات المدنيين الباحثين عن الغذاء. ويفسر هذا السياق سبب تحول قوة الشرطة على ما يبدو إلى العمل السري ولماذا كان المسلحون المرافقون للقافلة ملثمين. وهذا يفسر أيضا سبب كون السرد العام حول توزيع المساعدات هو أنه تم تنظيمه من قبل العشائر. بأن ذكر العشائر ليس عرضيا هنا، فأحد أهم جوانب سيناريو “اليوم التالي” المفترض لإسرائيل في غزة هو أن الأنشطة اليومية ستتم إدارتها من قبل العائلات والقبائل المحلية
. شرطي العالم هو مصطلح غير رسمي لدولة تسعى أو تدعي الهيمنة العالمية وتزعم الحق في التدخل في الدول الأخرى. تم اطلاق المصطلح في البداية على المملكة المتحدة، ثم صار يطلق منذ عام 1945، على الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن المصطلحين الهيمنة وشرطي العالم ليسا متطابقين في المعنى. يعرّف المصطلح الأول القدرة على الهيمنة في أي مكان على وجه الأرض،
في حين أن المصطلح الأخير قد يشمل أيضًا مناطق صغيرة أو كبيرة خارج السيطرة، إلى جانب المراقبة ومحاولات الإنفاذ، لكنه لا يحدد أي مستوى من الفعالية. في السنوات الأخيرة، كانت هناك تكهنات بأن الصين تسعى لتولي هذا الدور حيث إنها تمد يدها للسيطرة على ممرات الشحن وحماية عمالها ومصالحها في الخارج.
دكتور القانون العام والاقتصاد
وخبير امن المعلومات
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان