إخواني الكرام، نكمل ما كنا قد بدأناه من نصائح في الدين، واليوم نقف مع آية من كتاب الله تعالى، وقفتين، وهذه هي الوقفة الأولى، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الوقفة الأولى مع قول الله تعالى
﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾
أولا: معنى الآية، هو الثبات على الدين كله حتى يدركه الموت وهو على إيمانه وعبادته لله وحده، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
ثانيا: كيف يثبت المسلم على إيمانه وطاعته لله وحده حتى يدركه الموت؟
الثبات على ذلك من جهتين: من جهة العمل ومن جهة العلم
فالاستقامة على الصراط المستقيم يكون من جهة العلم بالحق والعمل به، لأن الجهلَ بالحق يؤدي إلى الضلال، والعلمُ بالحق مع عدمِ اتباعِه يؤدي إلى غضب الله تعالى.
وقد أشار الله تعالى إلى الطريقين اللتين يخرج منهما المسلم عن الصراط المستقيم في قوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
أولا: كيف نثبت على الحق من الناحية التعبدية العملية؟
أولا: بدعاء الله تعالى أن يهديه إلى الصراط المستقيم
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
-سُئلَت السيدة عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ، فَإِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ». رواه مسلم
وفي الحديث: «يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أهْدِكُمْ».
ثانيًا: بالاستعانة بالله وطلب توفيقه للعبادة
-﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
-﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾.
ثالثًا: بالسعي العملي وبذل الجهد في طلب رضا الله تعالى.
-قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾.
-وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
رابعًا: شكر النعمة على الطاعة والاعتراف بالتقصير في العمل:
-قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.
-وقال تعالى: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾.
-وفي الحديث: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي». رواه البخاري
-وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ قَالَ: «غُفْرَانَكَ». رواه ابن ماجه وهو صحيح
خامسًا: الاستغفار بعد الطاعة حتى لا يعجب الإنسان بعمله
-قال تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾.
-وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾.
-وقال تعالى لرسوله: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾.
ويلخص هذا قولُ العلماء: مشاهدةُ المِنَّة ومطالعةُ عيبِ النفسِ والعمل.
سادسًا: الحذر التام من احتقار المسلم العاصي
«بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ». رواه مسلم
سابعًا: إذا أذنب العبد فليستغفر وليستمر على طاعته، ولا ييأس
وفي الحديث: إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: «أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ». متفق عليه.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ: الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبٌ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُفَارِقَ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفْتَنًا تَوَّابًا نَسِيًّا إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ». رواه الطبراني وصححه الألباني
ثامنًا: الدوام على الطاعة وإن قلَّت.
ومن أعظم نعم الله على المسلمين: أنه نوع لهم العبادات ولم يحصرهم في عبادة واحدة، وذلك لاستيعاب جميع طبقات المسلمين على اختلاف قدراتهم التي خلقهم الله عليها.
-من جهة الصحة والمرض، ومن جهة القوة والضعف، ومن جهة شدة الذكاء وضعفه، ومن جهة سعة المال وقلته.
فشرع لهم: الصلاة – ونوافل العبادات الراتبة والمطلقة – والصيام – والاعتمار والحج – والصدقات والزكاة – وقراءة القرآن وحفظه – وتعلم الشرع وتعليمه، والذكر، ومساعدة الفقراء والأيتام والمحتاجين، والصلح بين الخلق.
والمطلوب: المحافظة على الطاعات اليومية:
-الصلاة في جماعة في المسجد ما أمكن.
-المحافظة على السنن الراتبة.
-تلاوة جزء من القرآن يوميًّا.
-صلاة الضحى.
-المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والأذكار المطلقة.
-النوم على وضوء.
-صيام ثلاثة أيام في الشهر ما أمكن.
-التصدق شهريًّا ولو بالقليل للأقرباء الفقراء والمحتاجين.
وأستغفر الله تعالى لي ولكم، ونكمل فيما بعد بإذن الله تعالى.
أخوكم / دكتور محمد تامر ، مدرس الشريعة بكلية دار العلوم، ج القاهرة
تابع (نصائح وأسس وقواعد في فَهْمِ الدين قبل أن تَضِلَّ أو يُضِلَّك المُضلون) (7)
إخواني الكرام، نكمل ما كنا قد بدأناه من نصائح في الدين، واليوم نقف مع آية من كتاب الله تعالى، وقفتين، وهذه هي الوقفة الأولى، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الوقفة الأولى مع قول الله تعالى
﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾
أولا: معنى الآية، هو الثبات على الدين كله حتى يدركه الموت وهو على إيمانه وعبادته لله وحده، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
ثانيا: كيف يثبت المسلم على إيمانه وطاعته لله وحده حتى يدركه الموت؟
الثبات على ذلك من جهتين: من جهة العمل ومن جهة العلم
فالاستقامة على الصراط المستقيم يكون من جهة العلم بالحق والعمل به، لأن الجهلَ بالحق يؤدي إلى الضلال، والعلمُ بالحق مع عدمِ اتباعِه يؤدي إلى غضب الله تعالى.
وقد أشار الله تعالى إلى الطريقين اللتين يخرج منهما المسلم عن الصراط المستقيم في قوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
أولا: كيف نثبت على الحق من الناحية التعبدية العملية؟
أولا: بدعاء الله تعالى أن يهديه إلى الصراط المستقيم
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
-سُئلَت السيدة عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ، فَإِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ». رواه مسلم
وفي الحديث: «يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أهْدِكُمْ».
ثانيًا: بالاستعانة بالله وطلب توفيقه للعبادة
-﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
-﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾.
ثالثًا: بالسعي العملي وبذل الجهد في طلب رضا الله تعالى.
-قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾.
-وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
رابعًا: شكر النعمة على الطاعة والاعتراف بالتقصير في العمل:
-قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.
-وقال تعالى: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾.
-وفي الحديث: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي». رواه البخاري
-وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ قَالَ: «غُفْرَانَكَ». رواه ابن ماجه وهو صحيح
خامسًا: الاستغفار بعد الطاعة حتى لا يعجب الإنسان بعمله
-قال تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾.
-وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾.
-وقال تعالى لرسوله: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾.
ويلخص هذا قولُ العلماء: مشاهدةُ المِنَّة ومطالعةُ عيبِ النفسِ والعمل.
سادسًا: الحذر التام من احتقار المسلم العاصي
«بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ». رواه مسلم
سابعًا: إذا أذنب العبد فليستغفر وليستمر على طاعته، ولا ييأس
وفي الحديث: إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: «أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ». متفق عليه.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ: الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبٌ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُفَارِقَ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفْتَنًا تَوَّابًا نَسِيًّا إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ». رواه الطبراني وصححه الألباني
ثامنًا: الدوام على الطاعة وإن قلَّت.
ومن أعظم نعم الله على المسلمين: أنه نوع لهم العبادات ولم يحصرهم في عبادة واحدة، وذلك لاستيعاب جميع طبقات المسلمين على اختلاف قدراتهم التي خلقهم الله عليها.
-من جهة الصحة والمرض، ومن جهة القوة والضعف، ومن جهة شدة الذكاء وضعفه، ومن جهة سعة المال وقلته.
فشرع لهم: الصلاة – ونوافل العبادات الراتبة والمطلقة – والصيام – والاعتمار والحج – والصدقات والزكاة – وقراءة القرآن وحفظه – وتعلم الشرع وتعليمه، والذكر، ومساعدة الفقراء والأيتام والمحتاجين، والصلح بين الخلق.
والمطلوب: المحافظة على الطاعات اليومية:
-الصلاة في جماعة في المسجد ما أمكن.
-المحافظة على السنن الراتبة.
-تلاوة جزء من القرآن يوميًّا.
-صلاة الضحى.
-المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والأذكار المطلقة.
-النوم على وضوء.
-صيام ثلاثة أيام في الشهر ما أمكن.
-التصدق شهريًّا ولو بالقليل للأقرباء الفقراء والمحتاجين.
وأستغفر الله تعالى لي ولكم، ونكمل فيما بعد بإذن الله تعالى.
مدرس الشريعة بكلية دار العلوم، ج القاهرة