قالت سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، لصحيفة نيويورك بوست إن الرئيس دونالد ترامب سيركّز خلال جولته المقبلة في الشرق الأوسط على جذب الاستثمارات إلى الولايات المتحدة، وذلك خلال زيارته لكل من السعودية وقطر والإمارات الأسبوع المقبل.
وقالت وايلز: “العلاقات راسخة جدًا”، في إشارة إلى علاقات ترامب الطويلة مع قادة الدول الثلاث.
وأضافت في مقابلة بتاريخ 29 أبريل: “الرحلة تتمحور بالكامل تقريبًا حول صفقات تجارية واستثمارات في الولايات المتحدة من قِبل الدول الثلاث”، مشيرة إلى أن “الاستثمارات تشمل جميع القطاعات، وهي كبيرة جدًا”.
بالإضافة إلى الاستثمارات، قد يُثير ترامب مواضيع سياسية أخرى مثل الحوثيين في اليمن، التي تشترك بحدود مع السعودية، إلى جانب السعي لإنهاء حرب إسرائيل وحماس، والتي تُعد من أولوياته القصوى.
ترامب ومشروع “اجعل أميركا عظيمة مجددًا” في الشرق الأوسط
كانت السعودية أول محطة خارجية لترامب كرئيس في مايو 2017، وكان من المفترض أن تكون أولى محطاته مرة أخرى هذا العام، قبل أن يحضر جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان.
في زيارته الأولى، نجح ترامب في تأمين صفقة بقيمة 350 مليار دولار لبيع أسلحة للسعودية على مدار عشر سنوات، بالإضافة إلى 110 مليارات دولار دخلت حيّز التنفيذ الفوري. أما هذا العام، فإن تعهد السعودية بالإنفاق الدفاعي يكاد يُضاعف هذا الرقم.
وأضافت وايلز أن محادثات النفط ستكون جزءًا من النقاشات الأوسع بين ترامب والقادة السعوديين هذه المرة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في إفادتها الصحفية يوم الجمعة:
“سيؤكد الرئيس ترامب مجددًا رؤيته المستمرة لشرق أوسط مزدهر وفخور وناجح، تقيم فيه الولايات المتحدة والدول العربية علاقات تعاون، حيث يُهزم التطرف لصالح التجارة والتبادل الثقافي”.
وأضافت: “تُسلط هذه الجولة الضوء على أننا على أعتاب عصر ذهبي لكل من أمريكا والشرق الأوسط، موحدين برؤية مشتركة للاستقرار والفرص والاحترام المتبادل”.
ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان (MBS) تجمعهما علاقة وثيقة، إذ أجرى الزعيمان أول مكالمة هاتفية خارجية لترامب في ولايته الثانية. وتناول الحديث رؤيتهما لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وتعزيز الأمن الإقليمي، وإنهاء الإرهاب، إلى جانب المشاريع الاقتصادية.
تعهد ولي العهد السعودي خلال المكالمة بإيجاد 600 مليار دولار للاستثمار في الولايات المتحدة، ما دفع ترامب للقول إنه سيزور المملكة أولًا إن وفّت بالتعهد.
تملك دول الخليج الغنية بالنفط والغاز الطبيعي بعضًا من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، بالإضافة إلى ثروات شخصية ضخمة لأفراد العائلات المالكة وكبار رجال الأعمال، مما يجعلها أهدافًا رئيسية لجذب استثمارات بمليارات الدولارات.
قمة استثمارية أمريكية في الرياض – 13 مايو
بحسب صحيفة نيويورك بوست، يتوافد كبار رجال الأعمال إلى قمة الاستثمار الأمريكية المقرر عقدها في الرياض في 13 مايو.
من بين الحضور المتوقعين:
- إيلون ماسك (الرئيس التنفيذي لشركة تسلا)
- مارك زوكربيرغ (رئيس شركة ميتا)
- لاري فينك (الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك)
- سام ألتمان (الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI)
- جين فريزر (الرئيسة التنفيذية لسيتي غروب)
- كيلي أورتبرغ (الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ)
- ديفيد ساكس (مسؤول الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض) ورد في الدعوة إلى المؤتمر:
“سيسلط هذا المنتدى رفيع المستوى الضوء على شركائنا الاستثماريين الأمريكيين الأكثر ثقة — مثل شركتكم الموقرة — والذين لعبوا بالفعل دورًا ملموسًا في رحلة تحول المملكة. وسيوفر الحدث فرصة حصرية لتعميق التعاون، وفتح آفاق استثمارية جديدة، وتعزيز شراكتنا الاقتصادية الممتدة”.
قمة خليجية في 14 مايو
في اليوم التالي، من المقرر أن يستضيف ولي العهد السعودي قمة لقادة دول الخليج، حيث سيحظى ترامب بفرصة لعرض مقترحات التعاون الاقتصادي الأمريكي أمام كبار المسؤولين، بحسب ما أفاد موقع Axios.
وتُنظَّم هذه القمة بمبادرة من محمد بن سلمان، مع دعوة قادة كل من:
الإمارات، البحرين، الكويت، عمان، وقطر — وهي جميعًا أعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
بعد ذلك، سيتوجه الرئيس إلى قطر حيث سيزور قاعدة عسكرية أمريكية، ثم إلى الإمارات في محطتين منفصلتين من جولته.
ترامب يلمّح إلى إعلان كبير قبيل الجولة
قبل انطلاق هذه الجولة متعددة الوجهات، ألمح ترامب إلى “إعلان كبير جدًا جدًا” حول الشرق الأوسط، دون أن يكشف عن تفاصيله.
وقال يوم الأربعاء إنه قد يكون هناك خبر عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة خلال “24 ساعة”، كما أشار إلى أنه يدرس إعادة تسمية “الخليج الفارسي” إلى “الخليج العربي” قبل انطلاقه يوم الاثنين.
العلاقات الشخصية لترامب
تأتي زيارة ترامب في ظل سلسلة من الارتباطات التجارية البارزة بين دول المنطقة ومؤسسات عائلته.
في نهاية العام الماضي، أعلنت “منظمة ترامب” عن خطط لبناء برجي ترامب في السعودية—واحد في الرياض والآخر في جدة على البحر الأحمر.
ومنذ ذلك الحين، تم الإعلان عن مشاريع جديدة:
- فندق ترامب المكون من 80 طابقًا في دبي
- نادٍ فاخر للغولف باسم ترامب في قطر بالإضافة إلى هذه المشاريع العقارية التي تُقدّر بمليارات الدولارات، أُعلن الشهر الماضي عن خطة لصندوق استثماري مقره الإمارات لاستثمار ملياري دولار في مبادرة عملات رقمية تابعة لعائلة ترامب. وعندما سُئلت المتحدثة كارولين ليفيت عن هذه الاستثمارات العائلية، قالت:
“أعتقد أنه من السخيف صراحة أن يظن أحد في هذه القاعة أن الرئيس ترامب يقوم بأي شيء من أجل مصلحته الشخصية”. وأكدت ليفيت أنها ليست على علم بأي خطط للقاء شخصيات على صلة بمشاريع العائلة. وأضافت: “لقد ترك حياة الرفاهية وإدارة إمبراطورية عقارية ناجحة من أجل الخدمة العامة — ليس مرة واحدة، بل مرتين. هذا رئيس خسر أموالًا بسبب كونه رئيسًا للولايات المتحدة”. وانتقدت ليفيت الصحفيين قائلة إنهم لا يطرحون “الأسئلة ذاتها التي وُجّهت لسلفي بشأن سياسي محترف مثل جو بايدن، الذي بات من الواضح أنه يتنحى عن دوره”، في إشارة إلى تورط أخيه جيمس بايدن وابنه هانتر بايدن في أعمال استشارية خارجية.
واختتمت: “هذا ليس ما يفعله الرئيس ترامب، وهذه الإدارة تلتزم بأعلى المعايير الأخلاقية”.