عقلي لا يستوعبُ يومًا
يعلو الباطلُ فوق الحقّْ
عقلي لا يستوعبُ جُرمًا
حين الكونُ يُعادي الصدقْ
حين تعيشُ عيونُ الأقصى
بعد أمانٍ وسط الطوقْ
تسألُ هل أدركتم مثلي
أنَّ القلبَ الصامدَ رِزْقْ
أنَّ زهورَيَ فاضت مَنحتْ
كلَّ الكونِ عبيرَ الشوقْ
نحو النورِ الحافظِ عدلًا
فوق اللونِ وفوق العِرقْ
عقلي لا يستوعبُ حتى
كيفَ يُعادي الفكرُ العِتقْ
كيفَ مساكنُ غزةَ غاصت
تحت القصفِ وتحت الحرقْ
كيفَ شعوبُ الوطنِ تهاوتْ
تحتَ يهودٍ طعنوا الشرقْ
هدموا كلَّ عهودٍ كانتْ
صنعوا كلَّ حياةِ الفِسقْ
حتى بات الكونُ قِطارًا
يدهسُ كلَّ معاني الرفقْ
باع الجنةَ كلُّ فصيحٍ
حين تحاشى حتى النطقْ
حين توارى خلفَ زحامٍ
لا يدركُ ما مغزى الخَلقْ
ينظرُ لكنْ لم يتعلمْ
مِن شِبلٍ يهجمُ كالبرقْ
يحفظُ أرضًا ، يحفظُ عِرضًا
نحو الخالقِ يرجو السَّبْقْ
حتى لو خذلتْهُ بلادٌ
لا تحفظُ عهدًا أو ذَوقْ
وإذا الدنيا خافتْ لصًّا
حانَ بوجهِ الدنيا البَصقْ
وأنا أسألُ مَنْ يسمعُني
هل تُرضِيكَ حياةُ الرِّقّْ ؟