كتب عادل ابراهيم
إن القدرة على التحدث بلغات متعددة أصبحت مهارة محورية في عالم يسوده التطور التكنولوجي والعلمي السريع. بالنسبة للآباء والتربويين في العالم العربي ، يعد السعي لتربية أطفال ثنائيي اللغة هو أكثر من مجرد اتجاه تعليمي؛ بل إنه طريق لفتح عالم من الفرص للمتعلمين الصغار. تستكشف هذه المقالة الفوائد التي لا يمكن إنكارها لثنائية اللغة لدى الأطفال، وأثرها الإيجابي على تقدمهم اللغوي، وتُقدم رؤى حول الاستراتيجيات الفعالة لرعاية المهارات ثنائية اللغة . كما ونسلط الضوء على مدرسة نوفاكيد، وهي مدرسة لتعليم الإنجليزية عبر الإنترنت للأطفال، وكيف يمكن أن تكون أداة مفيدة في هذه الرحلة المثرية.
ما هي مميزات تنشئة طفل ثنائي اللغة؟
التطور المعرفي
أظهرت العديد من الدراسات ، ولا سيما العمل الأخير لعلماء اللغة النفسيين من جامعة قبرص وعلماء من جامعة أنجليا روسكين في المملكة المتحدة ، أن ثنائية اللغة لها تأثير إيجابي على القدرة على تقييم المعلومات وتجاهل ما هو غير ذي صلة. وتثبت الدراسات أن ثنائية اللغة تثري العقول بطرق لا يمكن أن تثريها اللغة الواحدة. فالأطفال الذين يكبرون ويتعلمون ويتكلمون لغتين يظهرون مهارات فريدة في حل المشكلات، والتفكير الإبداعي، والقدرة على أداء المهام. حيث أشارت دراسة أخرى أجرتها جامعة شيكاغو إلى أن الأطفال ثنائيي اللغة يميلون إلى التركيز بشكل أفضل ويجيدون اتخاذ القرارات في الحالات المعقدة بسبب المرونة العقلية اللازمة للتبديل بين اللغات.
التفوق الأكاديمي
كثيراً ما يتفوق الأطفال الثنائيو اللغة على نظرائهم في الأوساط الأكاديمية. تتجاوز هذه الميزة الفنون اللغوية إلى الرياضيات والعلوم وغيرها من المواضيع. حيث ترتبط ثنائية اللغة بزيادة القدرة على تجهيز المعلومات وفهم المفاهيم وتطبيق التعلم في مختلف المجالات.
زيادة الوعي الثقافي وتحسين مهارات التواصل
تفتح ثنائية اللغة الباب أمام زيادة فهم وتقدير ثقافي أعمق. فالأطفال الذين يتعرضون للغات متعددة منذ سن مبكرة يطورون التعاطف والنظرة الشاملة للعالم. كما تشجع ثنائية اللغة “انقسام الشخصية” بشكل إيجابي. دائمًا ما يكون الشخص الذي يعيش مثل هذا النوع من “الحياة المزدوجة” أكثر تماسكًا عند التواصل، حيث يبعدون أنفسهم حرفيًا عن المشاعر السلبية ويكونون قادرين على التفكير بشكل أكثر وضوحًا (ثنائي اللغة: الحياة والواقع – مطبعة جامعة هارفارد). يساعدهم هذا الوعي الذاتي على الانفتاح على العلاقات مع أشخاص مختلفين. يشعر هؤلاء الأطفال أن لديهم قدرة أكبر للتواصل مع العالم ، مما يمنحهم المزيد من الثقة بالنفس.
وللإجابة على تساؤلات أولياء الأمور فيما إذا كانت ثنائية اللغة يمكن أن تسبب التأخر اللغوي للأطفال، تؤكد أخصائية اللغة والنطق بسمة باحميد بأن : ” ثنائية اللغة لا تسبب تأخر لغوي للأطفال حيث أشارت الدراسات إلى أنه لا يوجد فرق بين الأطفال أحاديي اللغة وثنائيي اللغة في تطور المهارات اللغوية النمائية فمثلًا كلاهما يبدأ بإصدار الكلمات الأولى بعمر السنة وتكوين الجمل بعمر السنتين تقريبًا. من الجدير بالذكر أنه في حال ظهرت مشاكل في النطق أو اللغة لدى الطفل ثنائي اللغة فهي تظهر في اللغتين وليس في لغة دون الأخرى.”
فوائد تنعكس على الصحة العقلية
تشير الدراسات إلى أن ثنائية اللغة يمكن أن تكون لها فوائد صحية طويلة الأمد، بما في ذلك التأخر في ظهور الخرف ومرض الزهايمر في مرحلة لاحقة من الحياة. بحسب ما نشره باحثون في جامعة كاتالونيا المفتوحة (UOC) في مجلة Neuropsychologia تظهر الإحصاءات أن معدل الخرف في البلدان التي يتحدث بها لغتان أقل بنسبة 50٪ من المناطق التي يتحدث فيها الناس لغة واحدة فقط.
ما هي الطرق التي من الممكن أن تساعد الأهل في تأسيس طفل ثنائي اللغة؟
الانغماس في اللغة
ويمكن تحقيق ذلك من خلال المحادثة، والموارد المتعددة الوسائط، والكتب، والموسيقى.
المشاركة
الاستخدام الفعال لكلتا اللغتين في المشاركة في الأنشطة الممتعة التي تعزز تعلم اللغة. والألعاب وروايات القصص هي طرق ممتازة لجعل ممارسة اللغة ممتعة ومجدية.
التعليم عن طريق اللعب و الواقع الافتراضي
من أهم الطرق المقترحة لتعلم اللغات هو التحاق الأطفال ببرامج تعليم اللغة المباشرة أو الدورات الدراسية عبر الإنترنت . على سبيل المثال، تعتبر مدرسة نوفاكيد خياراً مقنعاً للآباء الذين يتطلعون إلى تعزيز قدرات أطفالهم الثنائية اللغة حيث تقدم نوفاكيد تجربة تعلم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت بطريقة ممتعة مصممة للأطفال، ويتم تدريسها من قبل مدرسين معتمدين يتحدثون اللغة الأم عن طريق التعلم التفاعلي القائم على اللعب و جولات الواقع الافتراضي، مما يعزز الكفاءة في اللغة الإنجليزية ويسهم في اكتساب الفوائد المعرفية والأكاديمية العامة عند الاطفال.
البيئة الداعمة
حيث أن تهيئة بيئة داعمة تُقدر التعددية اللغوية وتشجعها و تحتفي بها له الاثر الواضح على تعزيز ثنائية اللغة مما يكفل بقاء الأطفال منخرطين ومتحمسين طوال رحلتهم التعليمية.
وفي النهاية يجدر الاشارة الى أن تشجيع ثنائية اللغة، يُمكن الآباء والمربون من تزويد أطفالهم و طلابهم بالأدوات التي تمكنهم من الازدهار والتطور في عالم واسع ومتعدد الثقافات ومترابط.