الاخبارية وكالات
قالت إسرائيل ومسلحون من كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أصغر إن القتال بين الجانبين احتدم خلال الليل حتى صار من أعنف المواجهات منذ شهور في شمال وجنوب قطاع غزة.
ووصلت دبابات إسرائيلية إلى أحياء مكتظة بالسكان وأزقة ضيقة في جباليا معقل المسلحين في شمال شرق القطاع، حيث واجهت مقاومة شديدة. وقال سكان إن الجيش دمر مجموعات من المنازل في جباليا في مناطق لم تتعرض للاجتياح من قبل.
وقال الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي -وهي حليفة لحماس- إن مسلحيه قتلوا وأصابوا جنود مشاة إسرائيليين خلال اشتباكات عنيفة في شرق جباليا وهو أكبر مخيم من بين ثمانية مخيمات للاجئين أقيمت في غزة بعد حرب عام 1948.
وقال أبو جهاد، أحد سكان المخيم الذي عرف نفسه بهذا الاسم خوفا من التعرض لانتقام “الغزاة بيحاولوا انهم يدمروا المخيم، وبيقصفوا بيوت الناس على روس اللي فيها، بنعرف عن عائلات كتير محاصرين داخل بيوتهم”.
ومن جانبه قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عملية خلال الليل ضد “عناصر إرهابية وبنية تحتية” في وسط جباليا.
وأضاف في بيان “خلال اليوم الماضي، اشتبكت قوات الجيش في المنطقة في معارك مكثفة مع عشرات الخلايا الإرهابية وقضت على عدد كبير من الإرهابيين”، وأشار إلى أن بعض المسلحين أطلقوا النار باتجاه مدينة سديروت الإسرائيلية يوم الثلاثاء.
وقالت خدمة الطوارئ المدنية ووزارة الصحة في غزة إن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إلى المناطق التي ينفذ فيها الجيش عمليات للاستجابة لنداءات الاستغاثة.
وقال أبو جهاد إن المسلحين يخوضون معركة شرسة.
وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل “رجال المقاومة بيعطوهم دروس مؤلمة، طول الوقت احنا بنسمع أصوات انفجارات، صحيح انه هم (إسرائيل) معهم طيارات ودبابات بس المقاتلين بيدافعوا عن جباليا.. مهد الثورة متل ما دايما هيك المخيم معروف”.
وفي مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث نزح أكثر من مليون فلسطيني للاحتماء من القتال في أماكن أخرى، قال السكان إن القوات الإسرائيلية واصلت العمليات في حي السلام وحي الجنينة شرق المدينة وكذلك في جنوب شرق رفح.
وأضافوا أن القوات والدبابات تحاول التحرك نحو وسط رفح لكنها تواجه مقاومة قوية من المسلحين الذين تقودهم حماس.
وقالت إسرائيل إن القوات بدأت في استهداف مجمع تدريب لحماس في شرق رفح، مما أسفر عن مقتل مسلحين في مواجهات مباشرة، والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات.
وأضافت إسرائيل في وقت سابق أن جنديا قتل في اشتباك بجنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء. وقال مراسل لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن هذا هو أول قتيل من الجيش في رفح منذ بدء العملية البرية هناك.
وأصدرت إسرائيل أوامر للمدنيين بإخلاء أجزاء من رفح، وتشير تقديرات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أن حوالي 450 ألف شخص فروا من المدينة منذ السادس من مايو أيار.
وانتقل النازحون إلى مواقع مثل المواصي، وهي منطقة ساحلية تقول وكالات الإغاثة إنها تفتقر إلى الصرف الصحي والمرافق الأخرى اللازمة لإيواء النازحين.
وقالت الأونروا يوم الأربعاء عبر منصة إكس “يتم إجبار العائلات على الانتقال بشكل متكرر بحثا عن الأمان. وفي أعقاب القصف الإسرائيلي المكثف والقتال في خان يونس والمناطق الوسطى في الأسابيع الأخيرة، انتقل عدد كبير من النازحين مرة أخرى إلى الجنوب”.
وأضافت “وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وعلى الرغم من الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة، فإن تحديات الوصول تعيق باستمرار جهود المنظمات الإنسانية للوصول إلى الأشخاص المعرضين للمخاطر، وتحديدا في شمال غزة”.