قد يتعجب البعض ويتساءل عن العلاقة بين اغاني الحج ومنهج اليهود الصهاينة المعتمد في الكذب والتضليل والخداع وهو أسلوب يلازمهم على مدى حياتهم وفي كل تحركاتهم..
المفاجأة كشفتها وانا ابحث في أشهر اغاني الحج الخالدة لكبار المطربين والمطربين ..وكيف تم التعبير عن الفرحة بالحجاج سواء أثناء توديعهم في السفر الى الأراضي الحجازية أو عند استقبالهم في العودة من الرحلة المباركة ..
لاتزال اغنية “يا رايحين للنبي الغالي هنيا لكم وعقبالي” واحدة من اجمل وارق وأمتع الاعمال في المناسبة ولا يمل أحد من سماعها بصوت الفنانة ليلى مراد الشجي والذي جاء معبرا بروحانية وشفافية بديعة ومترجما لدرجة عالية من الشوق وصدق الاماني والتمني لأداء الفريضة وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ما الحكاية إذن وعلاقة ذلك بكذب الصهاينة ؟!
والجواب كما حكاه ورواه المؤرخون الفنيون والمهتمون بالفن وأحواله.. أن إسرائيل وكعادتها نشرت خبراً كاذبا بعدما أعلنت الفنانة ليلى مراد إسلامها وترك االيهودية وقالوا إنها زارت القدس وتبرعت بمبلغ خمسين ألف جنيه لصالح دعم اسرائيل.. واشتعل الموقف بعد قرار إذاعة دمشق منع افلام واغاني ليلي مراد..
وحاولت الفنانة جاهدة نفي الخبر بكل الطرق وكانت في باريس وطلبت من السفارة المصرية بيانا بتحركاتها خلال تلك الفترة وأنها لم تزر القدس.
وفي طرق البحث عن رد مناسب على الأكاذيب الصهيونية هذه فكر الفنان أنور وجدى في حيلة
فطلب من الكاتب والمؤلف السينمائى والغنائى أبوالسعود الأبيارى مؤلف فيلم «بنت الأكابر» أن يضع أغنية عن الحج لليلى مراد وهى تودع جدها «زكى رستم» المقرر سفره حسب السيناريو لأداء فريضة الحج..ليضرب عصفورين بحجر واحد بحسب تعبير الابياري نفسه أولا ليؤكد إسلام «ليلى مراد» لبعض المشككين وثانيا ليبطل مزاعم وشائعات إسرائيل التى رددتها فى الصحف.
وبالفعل غنت ليلى بصوت كله خشوع وإيمان أغنيتها الشهيرة «يا رايحين للنبى الغالى» التى تتردد بقوة كل عام.
وهي بالفعل من أشهر الأغانى التى طرحت فى هذه المناسبة في العام 1953.
والأغنية من الحان الموسيقار رياض السنباطي وشارك البطولة في الفيلم مع ليلى مراد انور وجدي صاحب الفكرة..
تقول كلمات الأغنية:
يا رايحين للنبي الغالي ..هنيالكم وعقبالي
يا ريتني كنت وياكم..واروح للهدي وازوره
وابوس من شوقي شباكه..وقلبي يتملي بنوره
واحج واطوف سبع مرات..واللبي واشوف منى وعرفات
واقول ربي كتبهالي..يا رايحين للنبي الغالي..
من المفارقات أن كل الأكاذيب الصهيونية كانت تفتح أبوابا إبداعية رائعة وتأتي عليهم بنتائج عكسية مضادة تفضحهم من ناحية وتقدم خدمة للقضية والدعوة الإسلامية ..
والأمثلة كثيرة .. فقد كانت اكاذيبهم وحملات التضليل والافتراء على القرآن الكريم وراء فكرة وقرار الرئيس جمال عبدالناصر رحمه الله بإنشاء إذاعة القرآن الكريم لتبث ايات الله مرتلة ومجودة اناء الليل وأطراف النهار لكل العالم وتكون الإذاعة الام لكل اذاعات القرآن الكريم في العالم الإسلامي وغيره..
وأكاذيبهم الأخيرة في عدوانهم الإجرامي الهمجي على غزة الضفة الغربية لا تخفى على أحد.. ويكفي انها رغم المأساة حولت الرأي العام العالمي مناصرا للقضية رغم انف استبداد الحكومات الغربية الغارقة في احضان الصهيونية والتى اعمتها عن كل المبادئ والقيم التى كانوا يتشدقون بها ويخدعون بها العالم ..
كما لا يمكن إغفال تغير الاتجاهات لدى شباب الغرب في النظرة إلى الإسلام وسقوط أقنعة الزيف والتضليل التى كانوا يحاولون فرضها على كل ما هو اسلامي بكل الطرق.. وتسجيل حالات غير قليلة لاعتناق الإسلام..
وقائع كثيرة لا تملك حيالها الا القول سبحان الله.. حقا أن الله ينصر دينه بالبر والفاجر..
والله المستعان
megahedkh@hotmail.com