نشأة مبكرة وسط عائلة عريقة:
ولد فيودور ميخائيلوفيتش دوستويفسكي في 11 نوفمبر 1821 في موسكو لعائلة من الطبقة النبيلة. نشأ في بيئة ثقافية غنية، حيث كان والده طبيباً ذا اهتمامات أدبية، وكان منزل العائلة مليئاً بالكتب. توفي والده عام 1839، تاركاً العائلة في ضائقة مالية.
التحاقه بالهندسة وتطوره الأدبي:
التحق دوستويفسكي بأكاديمية الهندسة العسكرية في سانت بطرسبرغ عام 1837، لكنه سرعان ما اتجه إلى الأدب. ترجم كتاب “أوجين أرماند” لهونوريه دي بلزاك عام 1843، ونشر روايته الأولى “الفقراء” عام 1846، والتي حظيت بإشادة نقدية واسعة.
السجن والمنفى ونضج عبقريته:
في عام 1849، اعتقل دوستويفسكي بتهمة المشاركة في مؤامرة سياسية ضد القيصر. حُكم عليه بالإعدام، لكن تم تخفيف العقوبة إلى السجن مع الأشغال الشاقة في سيبيريا لمدة أربع سنوات.
خلال فترة سجنه، عانى دوستويفسكي من ظروف قاسية، لكنها شكلت أيضاً نقطة تحول في حياته الأدبية. ففي تلك الفترة، بدأ كتابة روايته الشهيرة “الجريمة والعقاب” (1866)، التي تُعد من أعظم الأعمال الأدبية في العالم.
عودته إلى المجتمع وازدهاره الأدبي:
بعد إطلاق سراحه عام 1854، عاد دوستويفسكي إلى سانت بطرسبرغ، حيث واصل كتابة روائعه، مثل “الأبله” (1866) و”الشياطين” (1872) و”الإخوة كارامازوف” (1880).
تأثيره الأدبي والفكري:
يُعد دوستويفسكي من أهم الروائيين في التاريخ. تميزت أعماله باستكشافها العميق للنفس البشرية، وتركيزها على الموضوعات الفلسفية والأخلاقية، مثل الخير والشر، والحرية، والإيمان، وتأثرت أجيال من الكتاب والفلاسفة بأعماله، ولا تزال روائته تُقرأ وتُترجم إلى جميع لغات العالم.
وفاته وإرثه الخالد:
توفي دوستويفسكي في 9 فبراير 1881 في سانت بطرسبرغ عن عمر يناهز 60 عاماً، وترك وراءه إرثاً أدبياً ضخماً، لا يزال يُلهم القراء والكتاب والمفكرين في جميع أنحاء العالم.