ما أجملُ الابتسامة الصافية!! نعيش الحياة بأكملها نغرس البذور في كل مكان بُغيةُ وميض اللقاء عند تحقق الأماني وترقبات الآمال…. نعم ما أجمل ابتسامتنا حينما نتخلص من هموم الحياة ونحن نقبل عليها بشغف وامتنان…. فالعمرُ زهرةٌ كلما نضجت ازداد فواحها وعبيرها….
دعوني أقف معكم لحيظات نبين فيها أن الجمال والإبداع لا يعتمدان على العمر الزمني، كونهما صفاتٌ تنبعُ من الروح والعقل، فكل سنةٍ تأتي بمزاياها وتحدياتها الخاصة، فنحن الان في عالمٍ يتسمُ بالسرعة والتغيراتِ المتلاحقة، واجتياح العولمة لكل مجالات الحياة، فقد انتشرت الأفكار والممارسات التي تنظر للسن على أنه مجردُ رقمٍ أو عددٍ محدودٍ من السنوات، وأن القيمةَ الحقيقية للفرد تكمنُ في قدراته ومهاراته وإنجازاته بغض النظر عن عمره.
فالفرد يتجاوزَ حدودَ العمر المفروضة عليه ويعيشُ حياةً مليئةً بالشغفِ والتحدياتِ والتجارب الجديدة عندما يخرجُ من بوتقةِأن العمرَ المطلق تحكمهُ السنون فعندما لا يحكمنا العمر، نتخلى عن القيود النفسية والاجتماعية المفروضة علينا بسبب قيود السن، ونعيشُ حياةً تتسمُ بمفاهيمٍ جديدةٍ نستمتع خلالها بكل لحظةٍونثريبها حياتنا وحياة الآخرين.
فالعمر بهذا المعنى فرصةً للتعلم والتطور المستمر، وليس حدًا يفرضُ قيودًا على الإنجازات والإبداعاتِ الشخصية.
يا سادة!! السن أكثر من مجرد أرقام أو سنوات يحتسبها التقويم. لأنه يمثل حالة نفسية واجتماعية تتشكل بتفاعل العديد من العوامل المعقدة كالخبرات المكتسبة، والمسؤوليات المُلقاة على عاتق الفرد، والتطورات الجسدية والعقلية التي يمر بها. فالشخص قد يكون في العشرين مثلاً، لكن حالته النفسية والاجتماعية قد تكون أكثر نضجاً وتطوراً من شخص آخر يبلغ الخمسين من عمره.
فالعمر المطلق عندما لا تحكمه السنونيكن تفسيرٌ شخصي للبصمة الفريدة وطريقة مميزة للعيش بمعية الفهم والابداع. اننا هنا فقط ندق ناقوس التنبيه لنذكر الجميع بأننا لا نحتاج قطار الانتظار حتى نصبح مسنين لنعيش الحياة بأكملها، وإنما يمكننا أن نستمتع بكل لحظة ونحقق أحلامنا في أي مرحلةٍ من مراحل الحياة.
لهذا ينبغي أن نغير من وجهة النظر الخاطئة التي تشير للسن كرقم جامد خالي من المشاعر يحد من قدرة الفرد على تحقيق إمكاناته وطموحاته.
فلكل سن جمال وإبداعفالشخص الذي تخطى الخمسين مثلاً لا ينبغي أن ينظر إلى نفسه على أنه “متقاعد” أو “من زمن الطيبين”، بل عليه أن يستثمر خبراته وقدراته المتراكمة لتحقيق المزيد من الإنجازات والإبداعات. وفي المقابل، فإن الشباب الذين ينظرون للسن على أنه عائق
أو سقف زمني محدد، قد يحرمون أنفسهم من فرص النمو والتطور.
باختصار، يمكن للشخص تجاوز حدود العمر المفروضة عليه من خلال تغيير نظرته للعمر والاستثمار في نموه الشخصي والتعلم المستمر واكتشاف هوايات جديدة.
العمر المطلق هو تجربة شخصية تعكس الحياة المليئة بالمغامرة والإشباع الشخصي بغض النظر عن الرقم الذي يرمز إليه….
في الختام، أود أن أنوه أن العمر ليس له سن محدد بل هو ومضة وحالة متغيرة تتشكل بتفاعل العوامل النفسية والاجتماعية والفسيولوجية. وعلى الأفراد أن ينظروا إليه كفرصة لتحقيق الذات والإبداع بدلاً من اعتباره قيداً أو حدوداً زمنية مفروضة. فالعمر ليس رقماً، لأن الحقيقة الأعمق في معناه ومحتواه تكمن في الحالة النفسية والاجتماعية للفرد وقدرته على التطور والإنجاز. والأمر المهم في مسيرة العمرهوالاستمرار في استكشاف الاهتمامات وتنمية المهارات والتحفيز على التفكير الإبداعي.