ازدادت شهرته بسرعة الصاروخ ،لاقى قبولا كبيرا لدى الجمهور ،سعت شركات الإنتاج لتقديم أعمال فنية باسمه ،بعض النجمات تقربن منه ،ليحظين بالاشتراك معه في أي عمل ، حتى البعض من النجوم الذين رأوا في نجوميته خوفا على مكانتهم ،توددوا له حتى تظل أسماؤهم مترددة بجانبه ، ازدادت ثروته بطوفان رزق ، تضخم ،طغى ،كثرت احتكاكاته مع زملائه ، الصحافة ،الجمهور الذين صدمهم بتصرفاته المغرورة الهوجاء، صار بالونا موشكا على الانفجار ،طرد فنانا نجما من المشاركين في أحد مسرحياته التي من المفترض أن تقدم قريبا ، أعلن عنها بحملات كبيرة جدا ،وفي ذات الوقت تزامنت أخبار سخافاته وتصرفاته الطائشة،لم يترك أحدا إلا وأرهقه طغيانا ،ذلا ، إهانة، يحذف من أدوارهم ،يضيف لنفسه ،حتى انفجر في وجه جميع المشاركين في العمل من أول المخرج ،والمنتج ،وزملائه الفنانين ،وصولا لصغار العاملين ، من غيري لن يحضر أحد لمشاهدة المسرحية ،وعلى الجميع أن يعلموا هذا ،وإلا فليرحل وسآتي بغيره ، حتى لو بدلتكم جميعا ،كلكم له بديل إلا انا،فلتعوا هذا جيدا ،امتثل الجميع بما فيهم المخرج والمنتج للأمر كارهين ،الكل يلتزم بدوره إلا هو ،وعلى الجميع التخديم عليه،حتى يكون التصفيق من نصيبه أولا ،يوم الافتتاح بمجرد دخوله على خشبة المسرح ،وسط تصفيق الجمهور له ،انسحب جميع المشاركين في العرض ، أغلقوا الأضواء تركوه وحيدا على الخشبة المظلمة ،وقف مذهولا ،أخد يبحث في جنبات الخشبة عن أي من المشاركين معه في العرض،لم يجد أحدا ،من أول المخرج حتى أصغر العمال ،وقد انضموا للجمهور في الصالة التى تزداد الإضاءة فيها تدريجيا ،انفعل ،صارخا فيهم ،ماذا تفعلون ؟!!، هيا تعالوا لنكمل المسرحية ،ماذنب الجمهور، نزل للصالة يستحثهم،واحدا،واحدا،كبيرهم ،صغيرهم ، أولوه ظهورهم ، أولاهم ظهره بدوره ثم صعد لخشبة المسرح وهو يستحثهم للصعود لبدء العرض من جديد ،رد أكبر الممثلين سنا ألم تقل أنك المسرحية ،والمسرحية أنت ،أرنا همتك ،ها أنت على المسرح ،والجمهور في الصالة ،ونحن وسطهم ، حتما لن يرضي الجمهور مسلكك ،تعاليك،غرورك ،ألا تتذكر أيام كنت تسعى لدور بسيط ،أنسيت أن الفن عمل جماعي ، ساد الوجوم الموقف ،وإذا بأصوات متفرقة من الجمهور تطالبه بالنزول ،وتخاطب الممثل المخضرم ،لانرضى لكم هذا ،فلتقدموا لنا المسرحية بدونه ،غادر خشبة المسرح يجرجر رجليه ،باكيا ،وقدم الفنانون المسرحية من بطولة الفنان الذي طرده المغرور سابقا ، وسط احترام ومحبة وتشجيع الجمهور.