فلنكن صادقين مع أنفسنا بماذا أفادت المسرح الرابطة العربية للمسرح ، هل حافظت على جمهور المسرح بتبنيها عروضا مسرحية عالية القيمة والمضمون ؟،هل ساهمت في تطوير التعليم المسرحي بمعاهد وكليات الفنون ،أو حتى قدمت توصيات للنهوض به ؟ أو أقامت مهرجانات قوية رصينة تحفز المسرحيين الحقيقيين على تطوير إبداعاتهم وتنميتها للمشاركة فيها ،للأسف جثم عليها نفس الوجوه بفكرها الشعوبي المهرجاناتية المرفوضة في بلادها ،ضيوف كل مهرجان ، المجهولون الذين يتجاهلهم الجمهور بعد تردي حال المسرح ،أو الذين ساهموا بشكل رئيس في تدهور فن المسرح في بلادهم ،ومن العجب أن اللغة المتداولة في نقد العروض لمدعي النقد منحوتة ،غريبة،متردية ،مليئة بالمصطلحات التي لا يبالون بترديدها كما هي دون تعريب،وأما عن العروض فحدث ولا حرج ،عروض غرائبية بعيدة تماما عن خصوصيات مجتمعاتنا ، هطل تجريب تخريبي ،وطوفان هائل من الغرائبيات واللوغاريتمات الافتكاسية ، مع شيوع لغة الكهنوت المسرحي من فئة المتعالين المستعليين على الجمهور ، وأما عن الجوائز فليست أكثر من نقود يحصل عليها البعض، وأما عن عمل اللجان فلقد كثر الكلام حتى فقدت مصداقيتها و قيمة جوائزها ،لظلال الشك من توازنات وموازنات ومؤامات ،ولم ينفذ أي عرض حصل على جائزة منها ، ومطبوعاتها رغم طباعتها الأنيقة مكدسة بمخازنها ، لا يطلع عليها أحد، لكن الهيئة ذاك المشروع النبيل القصد ،السليم النية،اختطفه وتجمع عليه ، وتحلقت ،وتحملقت الأكلة ضعاف النفوس الانتهازيين إلى قصعتها ليغرفوا منها ، ابتهجنا حينما أعلن عن قيامها وإنشائها بمبادرة من الأمير الأديب المسرحي الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، ولكن أصابنا الهم والغم وخيبة الأمل حين فرغها الطماعون الانتهازيون من مضمونها ومحتواها ليستأثروا بها لأنفسهم ،متكسبين منها ، حتى اتضحت حصيلة تواجدها الهش من صفريةالمردود وانحرفت و انجرفت من على شفا جرف هار مع فن المسرح المنهار.