**إلى أى مدى يحتفظ المرء منا بشهاداته الدراسية ويعلقها على الجدران فرحا بهذا الاعتراف الرسمي من الدولة أنه قد خطا خطوة للإمام في مشوار التعليم؟؟
اليوم بالصدفة قدمت لي الابنة الوفيةأحلى عيدية وهي النسخة الرسمية لشهادة إتمام الدراسة الابتدائية التي حصلت عليها من منطقة القاهرة الشمالية التابعة لوزارة المعارف العمومية ..وجدتها في أشيائنا القديمة ..موجودة بالبرواز الذهبي الذي علقها فيه والدي -رحمه الله-
وأخذتها معي- بعد الزواج- إلى شقة الزوجية ثم عرفنا من أحد المشايخ بأنه لا ضرورة لتعليق صور على الحائط وهو أمر مكروه فقامت زوجتي الراحلة بطلاء الشقة ورفع جميع البراويز من أنحائها لتظل هذه الشهادة وغيرها من الأشياء الصغيرة التي أعتز بها- وبالطبع غيري كثيرون.
**حتى ظهرت ثاني أيام عيد الأضحى،فمسحت عنها تراب الذكريات وأسعدتني بها..هدية فريدة تؤكد تفوقي من جهتين : الأولى أنني حصلت عليها وأنا عمرى ١٠ سنوات بالضبط في شهر يونيو ١٩٥٣ في حين أن السن الرسمي ١٢ عام والأمر الثاني أن ترتيبي في جدول الامتحان كان ٤١٢ من أصل ١٦٣٢٣ ناجحا !!وتوجت من الأسفل بتوقيعي الثلاثي باللغة العربية وبخط مقروء ..
**بادرت الابنة الوفية بحركة ذكية إذ أرسلت نسخا من الشهادة إلى الأبناء والأحفاد وساعدتني في إعداد هذا البوست ..وإضافة ما أراه مناسبا لجذب الأصدقاء فكانت العبارة الواردة في العنوان (إبتدائية الأفندية!!)
**إذ أننا تعلمنا من أيام الاحتلال البريطاني أن الإبتدائية شهادة تمنح حاملها لقب الأفندي وتتيح له التعيين في أي جهة حكومية وبعد ذلك انتقلت هذه الميزة إلى راسبي الإبتدائية أيضا!!
**أما ما أذكره رغم مرور هذه السنوات تأجيل الامتحان في مادة التاريخ بسبب قيام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ لإعادة صياغة الأحداث منذ الحملة الفرنسية حتى رحيل الملكية !
صالح إبراهيم