حكاية شركات السياحة مع الحجاج المصريين أو بتعبير أدق من يتوقون بشغف لأداء الفريضة.. حكاية قديمة ومتكررة على مدى سنوات عدة.
وفي كل مرة نسمع نفس التصريحات التي تقول: “عقوبة رادعة ضد شركات السياحة المخالفة تصل إلى حد سحب الترخيص”.
وطبعا لا عقوبات رادعة أو غير رادعة ولا سحب الترخيص وإلا ما عاد المخالفون يمارسون نفس نشاطهم غير الأخلاقي وكأن شيئا لم يحدث.
ومع ذلك.. يبدو أن الوضع هذا العام جد خطير ويفوق كل ما كانت ترتكبه الشركات من أخطاء في الماضي حيث فقد من فقد وتاه من تاه ومات من مات.
كل ذلك والشركات تقول بكل بجاحة وإحنا مالنا.
لا مالكم ومالكم فلقد حصلتم لهؤلاء الضحايا على تأشيرات زيارة للمملكة العربية السعودية موهمين إياهم بأنها صالحة للحج في حين أنتم تعلمون يقينا بأن التعليمات الصادرة من الحكومة السعودية تقضي بعدم السماح للحاصلين على تأشيرات الزيارة بالوصول إلى أي من الأماكن المقدسة سواء في مكة المكرمة أو المدينة المنورة بل إنها قامت بترحيل هؤلاء المخالفين إلى بلادهم.
كانت النتيجة أن هام حجاج أو بالأحرى من ضاعت منهم الفرصة ليكونوا حجاجا لا يعرفون إلى أين يذهبون وكيف يتصرفون فكانت الطامة الكبرى.
في نفس الوقت حاولت كل الأجهزة المعنية نفض أياديها مما حدث سواء البعثة الرسمية التابعة لوزارة الداخلية أو القنصلية المصرية في جدة أو وزارة التضامن الاجتماعي وزارة الهجرة ووزارة السياحة ذاتها.. وطبعا كل هؤلاء لديهم الحق -كل الحق- حيث لا تتوفر لديهم أية معلومات بالنسبة لهؤلاء “الغلابة” بعد أن تولت الشركات إياها توصيلهم إلى مطار جدة ثم تركتهم لمفاجآت القدر.
لكن -والحق يقال- عادت وزارة الهجرة لتعلن أنها تجري اتصالاتها مع القنصلية المصرية في جدة والسلطات السعودية للبحث كما يقولون عن إبرة في أكوام من الرمال وشكلت لجان لزيارة المستشفيات والاطلاع على سجلات المرضى في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة سعيا للحصول على معلومات دقيقة وسليمة.
بصراحة لم نكن نود أبدا أن يصل ببعضنا الحال إلى التلاعب بمصالح الآخرين تلاعبا لا يليق ولا يجوز ولا يمكن تبريره تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
على أي حال.. لعل الله سبحانه وتعالى يكون قد كتب الحج لكل من كان في نيته الوقوف بعرفات وحبسه حابس أو لم يؤد أي شعيرة من الشعائر سواء في منى أو المزدلفة.. فالغفور الرحيم ولا شك عالم بالنوايا ومساند للضعفاء والمساكين أينما يكونون.. وأحسب أن جميع الذين وقعوا في ” الفخ” هم أكثر من غلابة وأكثر من مساكين.
أما أولئك الذين ارتكبوا ذلك الجرم فحسابهم عند الله سبحانه وتعالى سيكون عسيرا.. عسيرا لكن ماذا عن حسابهم في الدنيا؟!
نحن نريد أن نرى بعيوننا الإجراءات التي اتخذت لردعهم وأولها ما يتبع في هذا الصدد وهو إجراء “التجريس” يعني يتم نشر أسماء هذه الشركات المخطئة في حق الله.. وحق المجتمع وحق الأفراد على كل وسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن قنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر أو لا يعتبر وحتى توصد في وجوههم أبواب الرزق وذلك بكل المقاييس أبسط الإيمان ونحن في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات التي نرجو ألا تستغرق وقتا طويلا حتى لا تروح القضية في “طي النسيان” مثلما حدث في الماضي القريب والبعيد سواء بسواء.
و..و ..شكرا