زمن المعجزات انتهى مع الأنبياء، وبقيت لنا أفكار الموهومين بحدوث معجزة فى الاقتصاد اوالتعليم والصحة والتنمية البشرية، ذلك لأننا بلا خطة عمل أو إنتاج، مع حكومة تدير البلد بالعشوائية بلا هدف حقيقى، إلا من شعارات رنانة، ولاحظت من التصريحات أن الوزراء الجدد( نحو 20 وزيرا ) سيحلفون اليمين، ثم تقدم الوزارة خطة عملها لمجلس النواب فورا، أى أن الخطة وضعت فى غيبة هؤلاء الوزراء، الذين تسلموا عملا لايعرفون عنه شيئا، فكيف تتخيل وزيرا وافق على تولى الوزارة ولا يعرف أى شئ عن خطتها الجديدة وأهدافها ؟! ثم يقدم الخطة الموضوعة له إلى مجلس النواب، وكان من البروتوكول عرض أسماء الوزراء الجدد على المجلس مقدما للموافقة عليها أو رفضها، ولكن المجلس فقد وظيفته كما يبدو. لأنه لن تعرض عليه أسماء الوزراء الجدد حتى يأخذوا المصداقية الشعبية، لذا فى اعتقادى أن الوزراء الجدد أتوا للمنصب لاكتساب لقب وزير بلا هدف أو خطط، وطبعا للحصول على معاش وزير 33 ألف جنيه شهريا بالمعاش، أى أننا نعيد الاسطوانة الفارغة حول التقدم والتنمية وجبال الديون القاتلة، هم وزراء درجة ثانية للأسف حسب بعض المؤشرات.. من يقدم خطة لم يدرسها أو حتى يعرفها، لذلك أرى أننا ندور فى نفس الدائرة ونتيجتها، استمرار أزمة الكهرباء التى نعيش نكبتها الآن إلى مالا نهاية، وقرارات إغلاق المحال مبكرا بما يكشف كارثة نعيشها لا نعرف نهايتها، ويأتي ليقدم خطة أو برنامجا لا يعرف عنه أى شئ، إن مايحدث الآن لا وصف له، لكن الخطة الواضحة هى هدم التعليم، وبالتالى هدم البلد، وبيع المستشفيات العامة أو تأجيرها، ليفقد المواطن أى أمل فى الرعاية الخدمية بأنواعها. مع ذلك فإن الكثير من الناس ينتظر وهم المعجزات التى لن تحدث لسبب بسيط ليس ببضعة أفراد تحل المشكلات الصعبة المزمنة،ولو تغيرت الوزارة مائة مرة فى هذا المناخ المرتبك، لن تحدث سوى النكبات وضياع الأجيال وتبديد المليارات، بعد أن غاب دور الوطنيين والنواب الشرفاء. إذا لم نبدأ بنهضة التعليم أولا مع تشغيل كل خريجى التربية وتوفير إمكانات التعليم بأكبر ميزانية..تكون بلدنا إلى زوال حتما..