كم عانت العائلة من إقامتها في البيت الكبير، إرثهم عن أجدادهم ،كم من جد تعاقب على رأس العائلة جمعهم الاهتمام البالغ بترميم المنزل ،ولكن بفعل الزمن وزيادة عدد أفراد العائلة تحدث بين الحين والآخر تشققات وتصدعات ، الجد الحالي سئم من المقاول وعماله ، إذ لم تفلح أعمال الترميم والصيانة في ترميم البيت،وكان يخفي عيوب أعماله بالطلاء وألوانه الجذابة،لكن ما يلبث أن يتشقق الطلاء وتظهر العيوب في فجاجة ،انتفض الجد الصارم وصمم على ترميم وتجديد المنزل في أحسن صورة وعلى أكمل وجه ،تحمس كل أفراد العائلة ، ساهموا بمدخراتهم عن طيب نفس، استعان بمقاول جديد ، لكن فوجئوا بأن عمال المقاول هم أنفسهم عديمو الضمير ممن قاموا بالترميم سابقا ،ليصلوا به لتلك الحالة المتردية، لم يجرؤا على مراجعة جدهم أو مناقشته أو إبداء معارضتهم ،فالتزم كل منهم حجرته بجدرانها وأسقفها المتشققة ،مياه الصرف التي تشبعت بها الجدران، البلاط المتكسر،والأعمدة المائلة ، والجد يملأ البيت بصياحه مع المقاول والعمال،مابين اعتراض على شيء ما،أو مثنيا عليهم ، لم يعيروا الجد الذي لايقيم لهم وزنا أي اهتمام وأولوه ظهورهم ،ولكنهم عاشوا في رعب وخوف داعين الله أن يكفيهم شر زلزال خوفا من تهدم البيت الكبير على رؤوسهم.