يرغب الجميع بالتحكم في الآخرين، ولكن إن تحكم الكل في الكل، فمن سيتبقى ليصبح تابعًا؟
وهل كل هؤلاء لديهم سلطة أو تحكم في أنفسهم من الأساس؟
1- لتصبح قائداً مؤثراً للآخرين
توجد عند كل واحدٍ منّا رغبة داخلية في التحكم في الآخرين، دون أن يكون له تحكم أو سلطة على نفسه، ولذا لا بد للمرء لكي يتحكم في الآخرين أن يتحكم في نفسه أولًا، وهذا بدوره يتطلّب أن تتوافر فيك عدة صفات لكي تكون قادرًا على قيادة الآخرين،
والتحكم فيهم، وإذا لم تتوافر فيك ولو واحدة من هذه الصفات ستجد صعوبة كبيرة في النجاح كقائد، ولكن إذا توافرت كل هذه الصفات فيك بشكل واضح، ستصبح قائدًا بارزًا ومؤثرًا.
وأهم هذه الصفات هي:
- قوة الشخصية.
- القدرة على اتخاذ قرارات سليمة.
- الحكمة في التخطيط والتنظيم.
- الشجاعة في التصرف.
- القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب
- البحث عن المسؤولية وتحملها.
2- كيف تكون نموذجا يحتدى به الآخرون؟
القائد ما هو إلا مثال يحتذي به الآخرون، وليس نموذجًا يعجب به الآخرون، ولكي تجعل من نفسك مثالًا يحتذي به الآخرون،
فلا بد أن تنمي في نفسك بعض الصفات مثل الشجاعة والصدق، وأن تلتزم بما تراه صوابًا مهما كانت صعوبته، وانطلاقًا من أدائك لواجبك كما ينبغي وسلوكك المثالي، سيحترمك موظفوك، وستزداد رغبتهم في فعل ما تريده منهم، وهناك عدة وسائل ستساعدك على أن تكون مثالًا يُحتذى به.
وأولى هذه الوسائل هي وضع معايير عالية يسير عليها الموظفون، فإذا كنت تريد مثلًا أن يتمتع موظفوك بالإخلاص والتعاون، يجب عليك أن تُظهر الإخلاص والتعاون في معاملتك معهم، وتذكر دائمًا أن أي مؤسسه هي مرآة لآراء وقدرات ومخاوف قائدها،
ومن أفضل الطرق التي تتبعها لكي تكون مثالًا يحتذي به الآخرون أن تجتهد في عملك، والتركيز على ما يمكن أن تعطيه للعمل من أجل إنجاحه، لا على ما يمكن أن تأخذه من العمل، وأيضًا يجب أن تحتفظ دائمًا بنشاط جسمي ويقظة عقلية، لكي تستطيع الاستمرار في العمل المطلوب مهما حدث، فالتحمل صفة شخصية يجب أن تكون لديك حتى تكون قائدًا للآخرين،
وهو القدرة على الأداء الناجح لفترة طويلة تحت أقصى حالات الضغط العقلي والجسدي، ولكي تنمي قدرتك على التحمل يجب عليك ألا تنهمك في أنشطة تقلل من كفاءتك، فالتدخين مثلًا يقضي على حيويتك، واختبر قوة تحملك العقلية عن طريق محاولة العمل في الأوقات التي تشعر فيها بتعب وإرهاق عقلي.
3- كيف تبرز قوة شخصيتك عن طريق لغة الجسد ؟
يمكنك أن تستخدم لغة الجسد لتعريف الآخرين بماهية مشاعرك تجاه شيء ما، وتستخدم لغة الجسد أيضًا بوصفها أداة من أدوات فن الإقناع، وأكثر استخدامات لغة الجسد أهمية هو استخدامها وسيلة لإظهار قوة شخصيتك للآخرين، وكشف الإشارات التي لا يُعبر عنها شفويًّا، كما تستطيع السيطرة على موقف سيئ عندما تنظر إلى شخص ما، ودون أن تنطق بأي كلمة.
فتذكر الدكتورة سوزان أستاذة علم النفس التطبيقي أن هناك عدة إشارات خاصة بلغة الجسد يجب أن تكون على معرفة بها، وأولى هذه الإشارات هي العين، فليس المهم ما يقوله الشخص بلسانه، ولكن ستعرف من خلال عينيه ما يفكر فيه حقيقة، فإذا اتسعت العين فهذا يدل على أنه سمع منك شيئًا أسعده، أما إذا ضاق بؤبؤ العين، فالعكس هو ما حدث، وإذا رفع المرء حاجبًا واحدًا في أثناء حديثك معه دل ذلك على أنك قلت له شيئًا إما لا يصدقه أو يراه مستحيلًا، وإذا رفع كلا الحاجبين فيدل ذلك على المفاجأة، وإذا حك المرء أنفه أو مرر يديه على أذنيه في أثناء حديثك معه فهذا معناه أنه متحير بخصوص ما تقوله، وفي الغالب لا يفهم ما تريده.
4- كيف تحدد بدقة الأشخاص الرئيسيين الذين يمكنهم مساعدتك لكي تصبح ناجحا ؟
الأشخاص الرئيسيين هم الذين يمكنهم مساعدتك، والذين يمكنهم أن يؤدوا العمل لك، والذين يمكنهم أن يجيبوا عن سؤالك، وليس المهم وظائف هؤلاء الأشخاص، فأحيانًا ستجدهم في مواقع لا تتوقع أن أن تجدهم في أغلبها، وإذا أردت أن تحدد هؤلاء الأشخاص المهمين حقًّا بالنسبة إليك، دوّن قائمة بالأشخاص الموجودين في حياتك الذين يمكنهم مساعدتك على تحقيق أهدافك، وعندما تضع قائمة الأسماء، اسأل نفسك هذه الأسئلة؛ لماذا يمثل هذا الشخص أهمية كبيرة بالنسبة إلي؟ وما الذي يمكنه تقديمه لمساعدتي؟ وكيف يمكن لهذا الشخص إبعادي عن تحقيق أهدافي؟
5- كيف تصدر أوامر يسارع الجميع بتنفيذها ؟
يُعتبر إلقاء الأوامر والتوجيهات على الآخرين فنًّا راقيًا، يحتاج إلى المهارة والخبرة الكافيتين لتحديد وتوجيه تصرفات الآخرين، وإن تعلمت هذا الفن ستجني فوائد عدة، منها سرعة استجابة الأفراد للأوامر الواضحة والمحددة؛ ولذلك ركز على نقطة واحدة حتى لا تشتت الآخرين ويحدث سوء فهم، وأصدر تعليمات واضحة عن طريق سرد النتائج لا الأساليب، والتزم بالبساطة إذا كنت ترغب في أن تطاع أوامرك، فالخطط والأوامر المبسطة هما حجر الزاوية للنجاح.
وقبل أي شيء تأكد أن الموقف يتطلب بالفعل إصدار أمر، فهناك أربعة مواقف يلزم فيها إصدار أوامر، وهما عند البدء في عمل ما، أو عند تصحيح خطأ أو حل مشكلة، أو عند الرغبة في الإسراع من معدلات العمل أو الخفض منها، أو عند إيقاف العمل، وقبل إصدار أي أمر يجب أن تعرف بدقة الأمر الذي تريد إنجازه قبل أن تصدر الأمر.