بالله عليه وعلى أهله وعلى ناسه.. هذا إذا افترضنا أن له أهلا وناسا حقيقيين.. هل هذا التصرف المجنون الذي قام به بعد ساعات من موافقته على البيان الحاسم الذي أصدره كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي جوبايدن والأمير تميم بن حمد أمير قطر والذين دعوا فيه إلى حتمية وقف إطلاق النار وضرورة تبادل الأسرى.. أقول بعد أن أعلن بنيامين نتنياهو موافقته على البيان قام بإطلاق طائراته المسيرة وغير المسيرة وصواريخه وقنابله على مدرسة النازحين في غزة ليقتل الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة..
إنه نوع من أنواع مرض”السادية” الذي يهوى صاحبها تعذيب الآخرين وإذلالهم دون ذنب جنوه.. أو جريرة ارتكبوها ليقف العالم كله مرة أخرى مشدوها ومتعجبا وغاضبا أمام تلك الدماء التي انهمرت أنهارا وأمام الرؤوس “الطائرة” لأجنة في بطون أمهاتهم ثم أمام الأشلاء الممزقة لأجساد تبددت ملامحها والتهمت النيران البقية الباقية من جزئياتها المتناثرة..!
بكل المقاييس ما حدث أمس من سفاح القرن بنيامين نتنياهو يدفع بالعالم كله لأن يتفق على ضرورة إزاحة هذا “البني آدم” من الخريطة الشرعية للإنسانية بصفة عامة ومن مقعد حكمه في أرض سلبها آباؤه وأجداده واستولوا عليها دون أدنى حق وبعيدا عن أي وازع من دين أو أخلاق..!
إذن استنادا إلى كل تلك الحقائق يثور السؤال:
ألا ينبغي على هذا المجتمع الدولي القديم والحديث الضغط بشدة على نتنياهو لوقفه عند حده.. ولإجباره على الكف عن الاستمرار في ارتكاب تلك الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين ليس في غزة فقط بل في أي مكان يكونون؟!
وبصراحة أكثر.. يجب على الولايات المتحدة التي هي شريك أصيل في البيان المشترك أن تتخذ اليوم قبل غدٍ موقفا يعكس استياءها وعدم رضاها عن سلوك هذا المعتوه الذي يصر على التمسك بتلابيبها وفقا لما يصدر عنها من مبادرات تأييد له ولحكومته الإرهابية.
في نفس الوقت هل يرضى أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى حماس أو غيرها على ذلك السلوك الأحمق من جانب رئيس حكومتهم وهو السلوك الذي ليس مستبعدا أن يجيء الرد عليه بما هو أشد قسوة وأبلغ عنفا؟!
على أي حال لم يعد هناك وقت للتعامل مع نتنياهو بأي صورة من صور الحرب أو السلام أو التهديد بالانتقام لأن هذا إنسان فقد عقله وبديهي ليس من السهولة بمكان تبادل أي كلمات مع أبله أو معتوه وبالتالي لابد من البدء في اتخاذ الإجراءات السريعة والصارمة لمفاوضات إحلال السلام مع مراعاة سد أي ثغرة يمكن أن ينفد منها عدو البشرية الذي لا ينافسه منافس في هذا العداء..!
و..و..شكرا