زادت شراسة سمكة القرش بسطت نفوذها لكأن مملكة المحيط دانت لها ، تسابقت أسماك الريمورا قملة أو مغناطيس القرش بمماصاتها لتلتصق بظهرها لتنظفه مما عليه من طفيليات وفطريات ،ومنها ما تكفل بتنظيف فمها ومابين أسنانها من بقايا الطعام ،الرامورا متصالحة مع نفسها تعلنها على الملأ،وهو ما اشتهر عنها ، مصلحتي أولا ،يابخت من نفع واستنفع ، بينها وبين سمكة القرش ميثاق وعهد ما يجعلها في أمان من أي غدر ،فهي تخدمها بكل همة ، مما أثار حفيظة الرامورا الأخرى التي تعيش على ظهر الحيتان والسلاحف إذ لا تجد طعاما وفيرا مثل رامورا سمكة القرش ، الضجر شمل أسماك البحر الأخري ،رعونة وشراسة القرش تزداد يوما بعد يوم ،والحوت مشغول عنها ،لاتستطيع الوصول إليه لتشكو إليه، لتفضيله الإقامة في الأعماق ،ولا يصعد للسطح إلا قليلا، ولم تجد أمامها إلا أسماك الرامورا القليلة التي تقتات من على ظهر الحوت ولم تتركه حياء وخوفا ، بعد هجرت معظمها لتتسابق على خدمة القرش، حتى أنها نسبت له ،فتسميها أسماك البحر الأخرى قملة القرش ومغناطيس ولاتنسبها للحوت ، وهن الحوت، كثرت الطفيليات على ظهره تسوست أسنانه ،لأن الرامورا قل عددها ولم يقدرن على القيام بخدمته ، اجتمع الحوت بالرامورا ليستعلم عن السبب فأخبروه بتنامي نفوذ القرش وشراهته ،وبقايا الطعام التي لا تخلو من بين أسنانه ، اشتط الحوت غيظا تاركا مقر إقامته في الأعماق فتأكد له حال القرش وافتراؤه وجبروته ،وقد أغاظه تلك الأعداد الهائلة من جيوش الرامورا التي تقوم على خدمته ،حتى أنها نسبت إلي أسماك القرش ،وتتفن في تنظيف جلده ومابين أسنانه ،هجم الحوت مبتلعا القرش بالرامورا الملتصقة به ،ولكن بعضها استطاع أن يفلت بأعجوبة ليلتصق بظهر الحوت ينظف ظهره من الطفيليات ،ومابين أسنانه من بقايا الطعام ،ولكن الرامورا ماتزال تسمى قملة ومغناطيس القرش ،وتردد بكل بجاحة عاش الحوت مات القرش.