هذا الأسلوب المتكرر في كل عروض خالد جلال هو نفسه أسلوب إخراج خالد الصاوي لمسرحية اللعب في الدماغ التي قدمت على مسرح الهناجر ولاقت نجاحا جماهيريا غير مسبوق ،الاسكتشات ..الحدث المنفصل المتصل ..القصاصات الملزوقة بحرفية وحليات درامية ..كان يكفيه قهوة سادة ولكنه يكرر نفسه ،ولابد أن نقف هنا عند تخرج دفعة من المتدربين الموهوبين أرى أنه الأولى أن نشاهد عملا من إخراجهم وليس من إخراج ناظر مدرستهم ، وتلك هي الأصول ،خالد جلال نفسه كمخرج يقدم عروضه على خشبة مسرح الإبداع الذي يجلس على سدته منذ عام ٢٠٠٢ (أي اثنين وعشرين عاما)وتغير عليه ١٠ وزراء أو يزيد لجمهوره المحتشد الخاص من أصدقاء وأقارب وإعلاميين وكتاب ومجاملين، أما على مسرح الدولة وفي المسرح الخاص لم تنجح عروضه ولم يلتفت إليها أحد ، وأما عن أهمية المركز الذي يقبض على مقاليده بيد من حديد وجميع المناصب في هيئة المسرح بل ومعه تفويض وزير وتم التجديد له لمدة عام حيث أنه من مواليد ٣/١١/١٩٦٣ حسب ماهو مكتوب في كتاب دفعته من المعهد العالي للفنون المسرحية لكأن لسان حاله أنه ليس هناك غيره وبدونه سينهار المسرح المصري وليس هناك من يحل محله ،عامة صحح خالد جلال بفرديته وبمفرده أخطاء مناهج وطريقة الدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية حيث يتلقفهم على قدر عال من الجاهزية نائيا بهم عن المناهج النظرية السخيفة الجامدة وهي في غالبها حشو ،والاهتمام بالجانب العملي التدريبي والممارسة ،وضع طلابه تحت دائرة الضوء الإعلامي وعرضهم على المنتجين بحيث صار إقبال المنتجين على الاستعانة بخريجي خالد جلال الناجحين الموهوبين جدا هو الأكبر على حساب إهمال خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ، مما يمكنهم من الحصول على أكبر عدد من التصاريح مما يسهل قيدهم بنقابة المهن التمثيلية في الوقت الذي يستعان بخريجي المعهد بشق الأنفس مما يشكل صعوبة في حصولهم على عدد معين من التصاريح لقيدهم بالنقابة ،وليس عجيبا أن معظم دارسي المعهد يلتحقون بمركز الإبداع بحثا عن دائرة الضوء ،ومما لاشك فيه أن هناك صحوة دعونا إليها وانتهجتها أخيرا أكاديمية الفنون في دعوة الإعلاميين والمنتجين ليتعرفوا على طلابهم الموهوبين المدربين ،ولعل نتيجة مشاركتهم في المهرجان القومي للمسرح المصري وحصولهم أو حصدهم ل١٠ جوائز وترشيجهم ل ٥جوائز أخرى يدلل على هذه الصحوة.
أما عن خالد جلال الإداري الناجح جدا في مركز الإبداع والذي يبدو كمالكه ولكن لم يحقق نجاحا في إدارة مسرح الدولة الذي هجره الجمهور لأن عروضه لاتستقطب اهتمام الجمهور .