ان الدول المتقدمة تدرك ان البحث العلمى هو السبب الرئيسي فى سر تقدمها , لأنه ثورة متجددة ضد الاساليب التقليدية فالمجتمعات الخاملة تسير امورها بطرقها المتوارثة لا ترفع ابصارها لتستشرف الافاق البعيدة وتكتفى بما هو متاح لديها . ولكن الطرق العلمية تبحث دائما عن ابتكار طرق جديدة مخالفة للاساليب القديمة حتى تحسنها او تتخلص منها
ان العالم ينفق سنويا نحو 536 مليار دولار على البحث العلمي نصيب الدول النامية ومنها عالمنا العربي لا يزيد على 4% , بينما العرب ينفقون سنويا ما يقارب 94 مليار دولار على شراء الاسلحة بينما ينفقون ملياري دولار فقط على البحث العلمي بكل فروعه .. رغم اننا لانمل الحديث عن التقدم والسعي الى ركب الحضارة،
ان قاعدة الهرم فى البحث العلمي يجب ان تبدأ من التعليم الابتدائي. أن نهيئ العقول الصغيرة لهذا النوع من التفكير المنظم وأن ننشئها على البحث والتأمل ولن يتم هذا الا فى اطار من اصلاح نظام التعليم برمته واعداد جيوش من المدرسين المؤهلين القادرين على اعداد هذه العقول الصغيرة للمستقبل.. فالوطن العربي غنى بالكفاءات والخبرات العلمية القادرة على تنفيذ ابحاث علمية لا تقل في نوعيتها عن تلك التى تنشر فى الدول الصناعية الكبرى كما ان الناتج المحلى فى كثير من الدول العربية افضل كثير من الناتج المحلى في دول حققت انجازات كبرى فى البحث العلمي والتطور، وعلينا ان نضع خطة مدروسة تعتمد على اهداف محددة تتمثل فيما يلى :
1 – الايمان بحرية البحث العلمي وان يبتعد الباحثون عن أي اهواء سياسية او طائفية .
2 – وضع خطة واضحة المعالم للبحث العلمي بحيث لا يترك البحث للاجتهادات الفردية وان توضع فترة زمنية محددة لانجاز أي مشروع مع وضع مؤشرات للنجاح والفشل .
3 – وضع نظام لتوظيف الكفاءات العلمية بعيدا عن المحاباة والمحسوبية.
4 – دعم التواصل بين العلماء العرب وفتح قنوات بينهم لتبادل المعلومات والابحاث المختلفة للوصول الى قاعدة بيانات عربية مجمعة
5 – توفير الدعم المالي لمراكز البحث بصورة كافية ومستمرة ولا تقل نسبة التمويل عن 1% من الناتج القومي وتزداد هذه النسبة بصورة تدريجية.
ان البحث العلمي مطلب قومي وضرورة ملحة حتى نلحق بركب الحضارة وتستثمر مواردنا الطبيعية وبذلك تضاعف الثروة اضعافا مضاعفة .
المحامي – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا