تصورت أن يوم أمس سوف يمر مثل كثير من الأيام التي سجلت فيها منذ سنوات عدة مناسبات اجتماعية حلوة ورائقة تملأها مشاعر الأمل وأحاسيس التفاؤل.ثم..ثم.. سرعان ما أدركت خطأ هذا التصور بعد أن رأيت بعيني وسمعت بأذني وتابعت من خلال منصات التواصل الاجتماعي وشاشات التليفزيون المختلفة.. أن اليوم المقصود لم يكن مثل سابقيه من الأيام.هل تذكرتم إذن مثلما تذكرت أنا؟ اليوم الذي أعنيه هو يوم عيد الفلاح المصري والذي يتم فيه سواء بالقرية أو المدينة احتفالات بالأيام والليالي السعيدة حتى جاء وقت جمدت فيه كل النشاطات وتغيرت النظرة الحالية للغد شأنها شأن نظيراتها.بديهي لم يكن منطقيا أو مقبولا أو مستساغا أن تصبح الحقول بعد دقات الطبول وزغاريد السيدات في نفس الوقت الذي تأتي فيه قوات تنفيذ الأحكام للقبض على أعز الأعزاء أو العزيزات لتنفيذ أحكام نعرف جميعا أنها أحكام جائرة بل ظالمة.واستمر الحال على هذا المنوال غير الطيب حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمر بأن تشارك مؤسسة “تحيا مصر” و”تكافل وكرامة” في سداد المديونيات التي اضطرت إلى تحمل تبعاتها أمهات لا حول لهن ولا قوة وآباء متواضعو الحال لا يملكون في الحياة شرو نقير. المهم توقفت الاحتفالات بعيد الفلاح وسط الظروف الصعبة التي عانى منها الفلاحون شأنهم شأن غيرهم إلى أن انكسرت غيامات الظلام بعد إعفاء الكثير من الأحكام. على الجانب المقابل فقد لمست بنفسي أمس كيف أن فروع بنك الائتمان الزراعي في شتى المحافظات استقبلت الفلاحين ممن مازالت تثقلهم الديون وأخذوا يتناقشون معهم في كيفية الحل..وعلى أي أساس يتم سداد المبالغ المطلوبة وذلك في حد ذاته يبني حياة خالية من مشاعر التوتر والقلق.ليس هذا فحسب بل عند النظر في دواوين مكاتبهم وصالات منازلهم تعقد اجتماعات مع الفلاحين حيث استمعوا أيضا إلى مشاكلهم وصدرت قرارات فورية بإلغاء الفوائد الخيالية على التراخيص ومساعدة من لديهم الرغبة في تحسين أحوالهم تحسنا ملحوظا بالفعل مع إقامة بعض الصناعات الزراعية والتي اشتهرت بها مصر منذ سنوات عدة. في النهاية تبقى كلمة:هكذا ثبت بالتجارب العملية أو الواقعية أن الاقتراب من المشكلة –أي مشكلة- بتروٍ ونوايا حسنة وتغليب المصلحة العامة على نزعات الذات.. كلها عوامل تفيد كثيرا كثيرا.بالضبط مثلما تطرح أفكار واقتراحات ومبادرات خارج الصندوق –كما يقولون- التي تشحذ الهمم بحق وحقيق وتقود إلى طريق التعاون والتآزر والتضامن بشتى صوره وأشكاله وألوانه. و..و..شكرا