المدارس الحقيقية مصانع للأجيال والمجتمع، لا تقتصر على دراسة المناهج، بل ترسيخ القيم الدينية والوطنية، وتوفير الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية والفنية، لصناعة إنسان متحضر مبدع متوازن ينهض بالبلد، أمام عواصف الغرب، لذلك تخرج فى تعليمنا السابق عماليق فى كل مجال.. نافسوا عالميا، وساهموا فى نهضة الدول العربية والأفريقية، مع خطط دولة ووزير وطنى فاهم يخطط وينهض بالأجيال، لولا عمليات الهدم العمدى الأخيرة غير المبررة للجيل الجديد، التى أضاعت المدرسة وأهداف العملية التعليمية، لضيق الأفق الذى يقوده غير المتخصصين والمنتفعين. أصبح التعليم يفتقد وزيرا له خلفية علمية وتعليمية طويلة دون مجاملات، بضمير حى ينهى نظام الفترات التى تلغى أهداف التعليم، بما يشبه سلق البيض، ويبعث الروح فى التعليم. وينهى عصر التدهور الذى بدأ منذ نحو 20عاما، مع توقف خطط التنمية واختفاء الأنشطة صانعة الإنسان، يتعامل بجدية مع الكثافات العالية بالفصول لضياع قيمتها وأهدافها، ويعالج بحكمة مشكلات الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، وغياب الأخلاق والقيم والوطنية، فإن دور الوزارة تحول إلى عقد الامتحانات فقط، منها تدهور مرحلة الثانوى العام، بمسمى التطوير أو التابلت، والاختيار من متعدد، الذى أوقعنا فى “وكسة” الغش السريع والمجموع الفائق برعاية الوزارة، ومنه ضاعت ثقة الطالب والآباء فى دور المدرسة مصنع المجتمع الوطنى، مما أخرج جيلا شاذا انخفضت لديه قيم الأخلاق والمثل والوطنية، انتشرت ثقافته فى وقاحة الشارع، فضلا عن مظاهر التخلف من قصات شعر غريبة ولبس سلسلة، وشورت، وأصبحوا رواد المقاهى وشرب الشيشة وتدخين السجائر وغيرها، وساد منطق الغش والحصول على مجموع كبير، وكان الرسوب حتميا فى الجامعات والمستقبل.. والحقيقة أن أبناء الجيل الحالى ضحية تربيتنا وغياب دور المدرسة فى التعليم والتربية ..أصبحت هناك ضرورة لترشيح وزير له خبرات عالية وتفاهمات مع الدولة، بأنه لا تنمية دون نهضة التعليم، والاستعانة بالخبراء والأساتذة لوضع الحلول العملية، وإشراك المجتمع المدنى للمساهمة فى الحلول.. نحتاج وزيرا بمستوى خبراء وعلماء التعليم، لتوظيفهم فى النهوض به، وليعود للمدرسة دورها الوطني الحقيقي فى نهوض البلاد ..