فور انتهاء العرض المسرحي المخصص لأعضاء الرقابة التابعين للحزب الشيوعي وسط تصفيق متواصل للحضور من النقاد والصحفيين وبعض الجمهور ، اجتمعت الرقابة بالنجم مخرج العرض وصاحب الفرقة معترضة على بعض مشاهد وحوارات تضمنها العرض ،وقد فندت الرفيقة رقيباتوفا رئيسة لجنة الكلاكيعوفيليا أو الليبراتوفوبيا بكل صرامة مااعتبروه اسقاطات وتعريضا بسياسات الحزب وقياداته ،وعلى النجم صاحب الفرقة الامتثال وإلا لن يصرحوا له بالعرض على الجمهور ،حددوا موعدا آخر لمشاهدة العرض بعد عدة أيام ، حضرت اللجنة وبعض الصحفيين والجمهور ، عرضت المسرحية صامتة بانتوميم بلا حوار، مما زاد في تشوق الجمهور لمتابعة العرض ، وقد وظف الممثلون حركات وإشارات وإيماءات ولغة الجسد في أبهى صورة ، لعبت الإضاءة بألوانها المختلفة وظلالها دورا معززا لدراما العرض ، بمصاحبة الموسيقى التي توحي بالغموض والخوف و الحلم والأمل ،وفي المشهد الختامي ارتدى الجميع أجنحة مؤدين رقصة تعبر عن الانكسار وقد تحولت خشبة المسرح إلى مايشبه الزنزانة ،قضبانها من ظلال أسقطتها الإضاءة ،سار الممثلون وسط تصفيق الحضور من الصحفيين والنقاد والجمهور ،صفا واحدا ليركبوا عربة الترحيلات إلى السجن قارص البرودة في سيبيريا ،ولكنهم استشعروا الدفءفي الزنازين .