..لم أكد أصدق ما احتواه فيديو منتشر لأستاذ بكلية الحقوق بالمنوفية، وهو يسب طالب فى المدرج فى أثناء المحاضرة، باستخدام ألفاظ منحطة وجنسية لا تليق بإنسان طبيعى، وتحيرت فى تفسير الواقعة، ولامبرر للأستاذ فهو نموذج التربية للأجيال، كما أن هناك مايسمى بضبط النفس وعدم الإنجراف إلى مستوى منحط، لأن الألفاظ تدل على المستوى الأخلاقى غالبا، ومع طالب يجلس فى المدرج ووجود بنات آنسات، واستخدام ألفاظ جنسية لا أجد لها مبررا، إلا أن يكون هذا الأستاذ يعانى ضغوطا عالية سببت له مرضا عصبيا أخرجه عن وعيه، لأنه مهما فعل الطالب فى المدرج لا يصل رد الفعل لهذا المستوى، وكان يمكن للأستاذ طرده من المحاضرة مع توبيخ تربوى، وفى إطار مهمته فى تربية الأجيال، ولو كان الفعل شنيعا يطرده من كل محاضراته وهذا من حقه، أذكر ونحن طلبة أن أخذ الأستاذ قلما من طالب، ونحن ننطق (القاف ألف) ، فقال: ألم مين ده ؟ رد طالب سليط قال: ألم نشرح .. فأخذ الأستاذ اسمه وظل الطالب يرسب عامين فى مادته فقط ولم يكن حل سوى التحويل لجامعة أخرى فى مادة واحدة، وبرغم هذه القسوة، فإن الأستاذ يجب أن يراعى أن كثيرا من الطلاب لم تصلهم التربية، وهم ضحايا أسرهم والمجتمع الذى دهسته المادة، فانهارت أخلاقه، ولعل تلك الواقعة المؤذية جدا لمن رآها وفى أول محاضرة طالت قدسية الجامعة، لذا انصح الجامعة أن تبحث الحالة الصحية للأستاذ والحصول على إجازة لاستعادة قدراته العصبية، وفى نفس الوقت يجب أن ينتبه الآباء لتربية أبنائهم، وسط موجات الإفساد والإنحطاط التى نعيشها للأسف،، صدمتى زادت عندما سألت صديقا أستاذا جامعيا عن هذه الواقعة، قال : إن ما حدث هو حال الأجيال الجديدة من الاساتذة لا علم لا أخلاق, فالجامعة والكليات أضحت أشبه بعصابات وتكتلات وصراعات، مباح فيها كل ما هو لا أخلاقى أو قانونى، مع مخالفات مالية وإدارية وأخلاقية حدث ولا حرج، وللأسف الشديد هم من يتولون مراكز القيادة فى الجامعات ولجان الترقيات، والضحية هو الطالب والاستاذ المحترم.. . حتى الجامعات أصابها تسوس أخلاق المجتمع ..تلك كارثة عامة يجب أن ينتبه لها المجلس الأعلى للجامعات قبل أى مشروع لأنها تصوغ عقلية وأخلاق المجتمع ومستقبل الأمة ..