يوما ما..
ستتجاوز كل الوجوه التي قابلتك..
وكل الظلال..وكل الضلال..
ستجتاز عثرة الذكريات..
وحفر الحنين، وبقايا الضحكات..
ستغتسل من كل خطايا الهوى..
وتعرف حينها قيمة التوبة..
ستعرف..
كيف يمكن أن يغرق المرء في محيط اسم..
وربما ينجو من تخمة المعنى..
ومن المكوث بين الشك والجنون..
ستفر من تكاثر الأسئلة في رأسك..
حين تقف عارية بلا جواب..
حياء تفعل..
غباء تفعل..
أو ربما هلعا..
ستتعلم كيف تركل الطريق بقدميك..
وتحذف من جغرافية يأسك..
خرائط ملامحك المصلوبة على جدران الاشتياق..
ستتعلم كيف تقلم أظافر الخيال، حتى لا يستطيل بداخلك فيحملك على الذهاب إلى الهاوية..
ستعرف..
كيف تلملم ثوب صبرك الممدود منذ ألف قيامة في الضلوع بلا جدوى..
ستشطب من قاموس حماقاتك كل الكلمات التي أرست دعائم الحزن في صدرك..
وأسقطت دولة النسيان..
ستعرف معنى أن يبهت الغياب، ويفقد الانتظار بريقه..
ويخبو ضرام اللهفة..
وينمو على ضفافك العدم..
ستعرف كيف تقول للأعذار المقدمة (لا عليك)..
دون احتراق، ودون غصة..
إنك لا تبالي..إيه؟!..
بالتأكيد أنت…ألف نعم..
ستعرف معنى أن تتجاوز عتبة أرقك الليلي دون مهدئات..
دون مسكنات، ودون أن تشج رأسك المسكون بآلاف الأحاديث، والضوضاء والضباب..
وذلك الصداع في شقك الأيسر..
يا عزيزي،إنه صدع لا أكثر..
لا بأس، سيمضي الزمان….ويلتئم..
ستضج كثيرا..
وتتشابه عندك الأيام..
ثم تتساقط تباعا..
ويغدو الحزن بلا معنى..
ويصير الخوف بلا معنى..
ويضحي الوجع بلا معنى..
ستنجو من خيباتك القديمة..
إلا خيبة وجه ذاب في ملامحك، وفي تقاسيم وجهك كأنه لعنة..
ووجه أرَّخَ لحضارة الخذلان في حناياك..
حينها، استرح..
واترك العنان للدموع واعلم..
أنك عائد من حرب..
نجوتَ..
نجوتَ..
كثير من النزف؟!..
قليل من الموت؟!..
والكثييير من الألم؟!..
لا بأس….لا بأس..
لا أحد يعود من هناك سالما..
وربما يعود (لا أحد)..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..