ليس يعني تقدمهم العلمي والتقني، أنهم بمنجى ومنأى من أي كارثة تحدق بهم من صنع الله، لا من صنع الطبيعة كما يتصورون هؤلاء الصم البكم العمي…
حيازة العلم مهما بلغ أوجه، سيصبح عرضاً سافراً عابراً متبخراً في بحر التاريخ، إذا ما اشتد دأب الطغاة على الاغترار بأنفسهم وبحضارتهم في إنكار الله، ومعصية الله، والنيل من خلق الله،،،
أويظن المتبخترون في أراض الأمركة، أن ما أدركوه من علوم فضائية وجينية وتقنية وطبية وفيزيائية وجيولوجية، سيطوقهم بمفازة ونجاة من الهلاك وسيحصنهم من إعصار كوني ساقته الإرادة الإلهية الغالبة؟
أويظن المغترون من هذه الأمريكا، أنهم سيمضون أبد الآبدين في مجد التألق الحضاري بشقيه العلمي والاقتصادي؟ وأنهم ماضون في تكميم أفواه العالم المناوء ونزع آدميته وكينونته، دون أية عوارض أو عوائق؟ وعندهم لوس أنجلوس وكر صناعة الإباحية، وصناعة الإرهاب والإرعاب حول العالم؟ وعندهم الطاغوت بنوازعه الإجرامية والربوية والعنصرية والدموية؟؟
جندي جد ضعيف كمثل النقير والقطمير، أرسله الله القوي المتين، صوب فلوريدا الأمريكية، فإذا به ينشر الهلع والفزع والوجع في كافة أنحاء أمريكا…
إعصار ميلتون كما أسموه بتنديد ورعيد ووصفوه بالشديد، وما هو إلا نذير يسير من عند العزيز الحكيم …
( حَتَى إذَا أَخَذت الأَرضُ زُخرُفهَا وازَينَت وَظَنَ أهلُهَا أنَهُم قَادِرُونَ عَلَيهَا أتَاهَا أمرُنا ليلاً أو نَهَاراً فَجعَلنَاهَا حَصيداً كَأن لَم تَغنَ بالأَمس، كَذلِكَ نُفَصِلُ الآيَاتِ لقَومٍ يَتَفَكرُون )