(مجاهد عظيم ونهايه مأساويه وفضيحه تاريخيه )
(مصطفى البشتيلى)
** كان رحمه الله تاجراً ثريا يمتلك وكاله لبيع الزيوت فى بولاق أبو العلا ويعيش حياه مرفهه مع أسرته ولم يكن ينقصه شئ من رغد العيش ولكن عند مجئ الحمله الفرنسيه إلى مصر قرر أن يقاوم الإحتلال الفرنسي تاركاً حياة الترف والرفاهيه وراء ظهره ليبدأ حياه مليئه بالمصاعب والمتاعب
**الحاج (مصطفى البشتيلى) كان وطنياً رائعا ولكن للأسف نادراً مايذكره أحد بالرغم من دوره العظيم فى تاريخ مصر فكان أحد قادة ثورة القاهره الثانيه ضد الفرنسيين وأطلق عليه لقب (البشتيلى) نسبة إلى بشتيل وهى من ضواحى الجيزه بجانب إمبابه
** بدأ رحلة المقاومه بتخزين البارود فى براميل الزيت ليتم نقلها بعيد عن أعين وجواسيس الفرنسيين إلى أن وشى به وأرشد عنه أحد جيرانه فتم القبض عليه بعد تفتيش الوكاله وألقوا به فى السجن بضعة أشهر ثم أطلقوا سراحه وكان ممكن له عندئذ أن يبتعد عن المشاكل ويعكف على ممارسة تجارته المربحه ولكنه أختار الطريق الصعب والإستمرار فى محاربة الفرنسيين
** وبمرور الأيام أصبح (مصطفى البشتيلى) زعيم حقيقى ورمز لمقاومة الفرنسيين فكان يقاوم بنفسه وماله وكان يتكفل بمصاريف بيوت رجاله الذين إنضموا معه فى جهاده ضد الفرنسيين وحاول (كليبر) القائد الفرنسى إستمالته بكافة الطرق
تاره بالوعود بالمال وأخرى بالمناصب وثالثه بالرشاوى ولكن البشتيلى كان رجلاً لايشترى بالمال وأرسل إلى كليبر رساله قال له (إما أن ترحل أوتموت أو نموت نحن)
وهنا أيقن (كليبر) بأنه لاسبيل لرشوة هذا الرجل
** للأسف أشار أحد المصريين (من كارهى البشتيلى) وكان منافسا له فى تجارته على (كليبر) بأن يشن هجوم كاسح على جميع أحياء الجيزه وخاصة بولاق وبشتيل لأنه لديه أخبار بأن البشتيلى موجود ومختبئ فيها وأنه سوف ينشر رجاله لنشر شائعات بأن (مصطفى البشتيلى) هو السبب فيما يحدث لكم ولبيوتكم وأطفالكم ونسائكم
وفعلا عمل (كليبر) بنصيحة الرجل وأشعل النيران فى الحى بالكامل وتمكن الفرنسيون من القبض على الحاج (مصطفى البشتيلى) وأراد (كليبر) أن يعدمه ولكن أشار عليه هذا الملعون بغير ذلك وقال له إذا اعدمته سوف يتحول إلى بطل شعبى ولكن عاقبه بعقوبة (التجريس) وأنا سوف أجمع لك ناس عن طريقى لكى تتم هذه المأساه
** أقنع هذا الملعون جمع من المصريين مستغلا حالتهم النفسية والاجتماعية بعد حريق بيوتهم وتشريدهم بأن البشتيلى هو السبب فى كل مايحدث لهم بمقاومته للفرنسيين وللأسف وجد من يستمع له ويقتنع برأيه وكان أى إنسان يعارض فكرته يبلغ عنه السلطات الفرنسيه ليتم القبض عليه فى الحال
** وعندما جاء يوم (التجريس) وهى عقوبه قديمه متعارف عليها وتتم بإجلاس الشخص المعاقب على (حمار) بالمقلوب ثم يطاف به فى الشوارع فيبصق الناس على وجهه ويصفعونه ويشتمونه
** وتحت مظلة القهر والخوف والخيانه والشماته من كارهيه تم تجريس البشتيلى وإنهالوا عليه ضربا بالنبابيت حتى قتلوه
** ويظل (مصطفى البشتيلى) رمزاً للنضال والكفاح ويظل كارهيه رمزاً للخسه والخيانه والحقد والكراهيه ويظل الناس الذين شاركوا فى هذه المهزله محل دهشه وإستغراب
** مايحز فى نفس أى قارئ لسيرته نظرته للناس أثناء تنفيذ عقوبة التجريس عليه وهو يقول لهم (ما قاومتهم من أجل نفسى ولكن من اجلكم ومن اجل وطنكم ) وكان نتيجة هذه المأساه ان دفع (كليبر) حياته ثمناً لذلك على يد (سليمان الحلبى)
** مات (مصطفى البشتيلى) وظلت ذكراه حيه حتى ولو بدرجه بسيطه ومات هذا الخائن الذى تحالف مع الفرنسيين ضد بلاده ووطنه فإلى مذبلة التاريخ ومات (كليبر) تصحبه اللعنات فى قبره إلى يوم الدين
** للأسف الشديد لا يوجد أى شارع أو أى مدرسه أو أى أثر فى منطقة بشتيل أو بولاق يحمل إسمه أو يشير إليه
(رحم الله الحاج/ مصطفى البشتيلى)