تدخل التهدئة حيز التنفيذ بعد مجازر وحشية وحرب إبادة جماعية ارتكبها جيش الاحتلال وبتعليمات من حكومة الاحتلال العنصرية المتطرفة حيث ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 46,899 شهيدا و110,725 مصابا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وإن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في القطاع، أدت إلى استشهاد 23 مواطنا، وإصابة 83 خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينما يوجد العديد من الشهداء ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم .
بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا بد من العمل بشكل جدي لاستمرار تلك الجهود للخروج من دوامة العنف والإجرام الذي لحق بقطاع غزة وأهمية تثبيت وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل منه، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها الكاملة في القطاع باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة .
فلسطينيا لا بد من إجراء مراجعة سياسة وإنهاء الانقسام بعد 15 شهرا من العدوان وأهمية استخلاص العبر وإنهاء أي مظاهر للانقسام والتفرد في إدارة غزة وأن ما ينتظره أبناء الشعب الفلسطيني هو خطة وطنية للتعافي الاقتصادي والاجتماعي ووقف شلال الدماء، بما يفسح المجال أمام إعادة الأعمار وليس العودة لنهج تعزيز التفكك والانقسام وأهمية وقف أي تداعيات تعطي الاحتلال التبريرات للمزيد من القتل والهمجية .
أبناء شعبنا في قطاع غزة ينتظرون وقف هذا العدوان، ولديهم القدرة على تنظيم أوضاع حياتهم رغم كل الدمار، ويجب وقف أي خطوات تفرض السيطرة الحزبية على قطاع غزة وأن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية القانونية والسياسية على القطاع، كباقي الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس، ورفض اقتطاع أي جزء منه ورفض الموافقة على إبعاد أي مواطن فلسطيني عن وطنه، وعلى الحكومة الفلسطينية تحملها لمسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة، وأن تكون طواقمها الإدارية والأمنية على كامل الاستعداد للقيام بواجباتها، للتخفيف من معاناة شعبنا، وعودة النازحين إلى منازلهم وأماكن سكناهم، وإعادة الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء واستلام المعابر وإعادة الإعمار .
ولا بد من المجتمع الدولي ودول الجوار والدول المانحة العمل على تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة لتتمكن الحكومة الفلسطينية من القيام مسؤولياتها تجاه شعبنا، الذي تعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة، ويتعرض لاعتداءات وانتهاكات إسرائيلية خطيرة في الضفة الغربية والقدس، وأهمية التحرك لتنفيذ حل سياسي مبني على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وهو الأمر الذي تم تأكيده في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، بعقد المؤتمر الدولي للسلام، وذلك لحشد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وذلك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وصولاً لإنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس على حدود العام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية، وبذلك يتحقق الأمن والسلام للجميع في المنطقة .
نثمن عاليا كل الجهود الدولية التي أدت الى إعلان اتفاق وقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة وخاصة الجهود التي بذلتها دولة قطر وجهود جمهورية مصر العربية طيلة الفترة الماضية، لتحقيق الاتفاق ولا ننسى الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وكذلك الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأميركية ونثمن عاليا دور شعوب العالم التي خرجت ضد جرائم الإبادة الجماعية وتأييدا وتضامنا مع الشعب الفلسطيني .