تظل مصر دائما وأبدا الرقم الصحيح فى المعادلة قديما وحديثا، فهى صانعة «الحضارة الفرعونية» المعجزة التى لا تزال تثير الفضول، وتحرك العقول، وتكشف كل يوم عن الجديد فيها، وهى أيضا «عقل» العالم العربي، و«قلبه»، و«عضلاته»، لا تتنازل ولا تبيع ولا تقبل إلا بما يقبله ضمير كل عربى من المحيط إلى الخليج.
تتحمل فوق طاقتها، ولا تضيق ذرعا بظروفها، وتستقبل بابتسامة كل ضيوفها، رغم ما تتحمله من أعباء جسام، ولا تخضع لضغوط مهما كانت الإغراءات، وتسلك دائما «الطريق الأصعب» للحفاظ على توازنها الإستراتيجي، وأمنها القومى والعربي، ولا تفرط فى دم الشهداء على الإطلاق.
أعود بذاكرتى إلى الوراء وبالتحديد يوم 10 أكتوبر عام 2023 بعد 3 أيام فقط من انطلاق «طوفان الأقصي»، وما تلاه من اعتداءات إسرائيلية إجرامية على الشعب الفلسطيني.
فى هذا اليوم كان احتفال أكاديمية الشرطة بتخريج دفعة جديدة من عيون مصر الساهرة من طلبة الأكاديمية، وبعد إنتهاء الحفل، جلس الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الحاضرين – وكنت واحدا منهم – فى لقاء مغلق اتسم بالصراحة والوضوح.
قرأ الرئيس المخطط الإجرامى الإسرائيلى الذى يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين، ودفعهم إلى سيناء تحت الضغط العسكرى والمعيشى لتنتهى القضية الفلسطينية إلى الأبد.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، واضحا وحاسما منذ اللحظة الأولى فى رفض تهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية تحت أى مسمى ومهما كانت الضغوط أو الإغراءات.
منذ ذلك التاريخ تعرضت مصر لإغراءات هائلة تحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة إلى جانب الضغوط الضخمة للقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية.
اصطدم كل ذلك بموقف صلب لا يلين من الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحا للعالم «جذر الأزمة» وضرورة قيام دولة فلسطينية طبقا لقرارات الشرعية الدولية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإنه لا بديل عن ذلك.
تمترست أمريكا وتوابعها من الدول الأوروبية وراء المخطط النازى الإسرائيلي، لكن صمود الشعب الفلسطيني، والغطاء المصرى الداعم والقوى أفشلا المخطط الرهيب، لتفشل أهداف الحرب الإسرائيلية المعلنة، بعد أكثر من 15 شهرا فى أطول حرب إسرائيلية فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى منذ 77 عاما حتى الآن.
هكذا هى مصر سوف تظل الرقم الصحيح فى المعادلة العربية والدولية شاء من شاء وأبى من أبى.