ليس مستغربا أن تغمر مشاعر السعادة والأمل قلوب المصريين بسبب وقف إطلاق النار في غزة.. لأسباب عديدة .. أولها أن مصر هي أول من أخذت على عاتقها حماية القضية الفلسطينية ومنع التهجير القسري للفلسطينيين .. ثم..ثم.. أخذت تبذل الجهود تلو الجهود من أجل توصيل مواد الإغاثة إلى أهل غزة المحاصرين.. والذين يفترشون أرصفة الشوارع والذين يشاهدون أطفالهم وهم يموتون جوعا وعريا دون أن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا .
من هنا.. ومع عودة النازحين أمس إلى منازلهم فإن القلوب الملتاعة يجد أصحابها الرغبة التلقائية في أن يشدوا أيادي الذين لم يستسلموا ولم يهرعوا لمغادرة أراضيهم بصفة نهائية وبالتالي انبرت مصر لتقف بجوار هؤلاء الإخوة من جديد وهم يعيدون بناء بلدهم.
فنحن جميعا نحيي الرئيس عبد الفتاح السيسي لوقفته الشجاعة منذ اليوم الأول لاندلاع القتال وصموده اللامحدود أمام قوى الشر والبغي والطغيان والتي يتزعمها الإخوان الإرهابيون والذين أرادوا ومازالوا يريدون توريطنا في معارك غير محسوبة أو يزايدون على سياساتنا النظيفة وثوابتنا التي لا نحيد عنها بحال من الأحوال وتحت وطأة أي ظرف من الظروف.
***
وها هم اللاجئون الفلسطينيون يعودون من شتاتهم مرة أخرى وقد علت البسمة شفاههم ويهللون ويصفقون ويكبرون رغم أن معظمهم عندما وصلوا إلى بيوتهم وجدوها ركاماتxركامات أو أنقاضا غير محددة المعالم أو رمادا يلعن سفاح القرن بنيامين نتنياهو بلعنات بالغة من أفئدتهم ويرفعون أياديهم للسماء طالبين الرحمة والمغفرة لشهدائهم رغم أن هؤلاء الشهداء هم أحياء عند ربهم يرزقون مع إعلان إصرارهم على إعادة بناء ما أفسدته المعارك .
***
في نفس الوقت فإن أهالي غزة يستحقون أيضا التحية والتقدير فرغم ما عانوه من جحيم على مدى 15 شهرا يأتون الآن وهم فخورون بتوصيل أصواتهم للعالم كله وأجبروا الكثيرين على رأسهم أمريكا أن يتعهدوا بحل قضيتهم حلا جذريا من خلال قيام الدولتين فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وإسرائيل وعاصمتها تل أبيب أو يافا أو حيفا أو أي مدينة أو قرية فهذا شأنهم.
***
كذلك لا ينبغي أن تمر هذه الأحداث الساخنة أو الساخنة جدا دون أن نذكر أيضا مدى الفكر الحضاري للرئيس عبد الفتاح السيسي والمتمثل في توجيه الشكر لكل من تعاونوا معه في مفاوضات وقف إطلاق النار مركزا بالطبع على أمريكا وقطر.
***
في النهاية تبقى كلمة:
إذا كانت بعض القوى المغرضة تشكك في استمرار هذا الوقف لإطلاق النار فذلك شأنها فمصر والحمد لله وضعت آلية الحفاظ على بنود الاتفاقية متماسكة وغير قابلة للعبث أو المزايدة مستقبلا.. وإنصافا للحق نالت رؤية مصر ومبادرتها إجماعا دوليا لم يسبق له مثيل.
***
و..و..شكرا