ملاعيب شيحة.. هذه الجملة نطلقها دائما على الشخص البارع في التلون والتنكر والاحتيال والنصب، والذي يبدو ظاهره عكس ما في باطنه، ويمارس أساليب الخداع مع الناس، ويعود ذلك أصل هذا المسمى القميء نسبة إلى شخص يدعى جمال الدين شيحة، أحد أصدقاء الظاهر بيبرس في العصر المملوكي، حيث اشتهر بالدهاء والمكر والتنكر والاحتيال، ومع مرور الزمن تحول إلى شخصية أسطورية نسبغها على الذين ارتبطت أساليبهم بالخديعة، واختلاق المواقف وخداع الناس، ويجعلنا نشعر بالضيق والغضب والكره والمقت والاحتقار لهذا الشخص المتلون.
ويبدو أن شيحة هذا العصر وملاعيبه ينطبق الآن على الرئيس الأمريكي جون بايدن وإدارته، والذي سوف يغادر البيت الأبيض يوم 20 يناير القادم، وذلك من كثرة تصريحاتهم الملتوية والمتلونة عن حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة، حيث كل التصريحات التي انطلقت من أفواههم تهدف إعطاء المجرم نتنياهو وعصابته أطول فترة ممكنة لذبح وإصابة وتشريد المزيد من اهلنا في غزة، والذي بلغ حتي الآن اكثر من 45 ألف شهيد، وإصابة نحو 100 ألف فلسطيني ناهيك عن تدمير البنية التحتية والمرافق والبيوت.
وآخر تصريحاتهم المتناقضة التى انطلقت من أفواههم أن الإدارة الأمريكية تكثف الضغوط علي الإدارة الإسرائيلية لوقف الحرب في غزة ومعالجة الأزمة الإنسانية فيها، وأن واشنطن قد تلجأ إلى تعليق مساعداتها العسكرية لتل أبيب، إذا لم تستجيب لهذه المطالب.. فهل تعتقد الإدارة الامريكية أن لدينا ذاكرة السمكة التي تنسي كل شىء.
أليس هي التي مولت الكيان الصهيوني حتى الآن بنحو 30 مليار دولار حتى يغطي تكاليف هذه الحرب القذرة على الشعب الفلسطيني، وارسلت 40 ألف جندي من قواتها تحارب جنبا إلى جنب مع قوات الاحتلال، ولديها 4 حاملات للطائرات مجهزة بأحدث الأسلحة وتنطلق منها طائراتها لتقصف قطاع غزة ولبنان والعراق وسوريا واليمن.
كما قامت هذه الادارة الامريكية باستخدام حق الفيتو 3 مرات في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار بإيقاف حرب الإبادة في غزة.. فكيف نصدق أنها تناشد قادة الاحتلال ورئيس وزرائها نتنياهو أن يوقف آلة القتل والدمار التي يتم ارتكابها لأهل غزة والفتك بالشعب الفلسطيني، وحتي تصريحات وزير خارجيتها بلينكن عندما يأتي للشرق الاوسط تجد ردوده على أسئلة الصحفيين بالنسبة لاهل غزة كلها تعاطفا وانسانية وناعمة، وفي نفس الوقت يعطي كل الدعم للكيان الصهيوني المحتل للفتك بأهل غزة ولذا ينطبق عليه بيت الشعر (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويزوغ منك كما يزوغ الثعلب)