امريكا والعرب .. الى اين ؟!! سؤال جوهري وملح على العرب والمسلين معهم تمليه فريضة الوقت والحاجة.. مطلوب وضع اجابة واضحة ومحددة له خاصة والمنطقة تشهد تطورات وتغيرات غير مسبوقة على كثير من الصعد بعضها مخيف ومرعب وبعضها يثير القلق بقدر ما يكتنفه من غموض واثارة والبعض الاخر لما يعتريه من حالة ذهول وصدمة بدا معه وكانه عاجز عن الحركة او اتخاذ موقف حتى والاخرون مشغولون بتقرير مصيره !!
انتفاضة عربية واحدة لا تكفي بعدما فعلته أمريكا- بايدن وما حطمته من قواعد وما حاولت ان ترسخه تحت ظلال معركة الابادة في غزة والاراضي الفلسطينية واصرارها على عدم وقف الحرب ومواجهة الابادة والتطهير العرقي الذي يحدث على مراى من العالم ليل نهار تغض الطرف عنه وتمعن في تزويد القاتل بكل سلاح لينفذ جريمته تحت غطاء امريكي غير مسبوق بل ويتحدى كل الاعراف والقوانين ويمتهن كل المؤسسان الدولية بدءا من الامم المتحدة ومادونها.. وفي انتظار أمريكا الترامباوية وشطحاتها وجموحها الجامح.. وربما ..
في العقود السابقة كانت الاطروحات تدور وتتمحور حول عنوان رئيسي بعد ان فاض الكيل ايضا من المواقف الامريكية ازاء قضايا المنطقة وكان الجميع يطالب بوقفة مع الصديق الأمريكي!! بعض الادارات الامريكية كانت متفهمة لجوانب الغضب العربي و كانت تحاول احتواءه او امتصاصه او فعل شيئ يرضى العرب الى حد ما ولو بالمماطلة والتسويف لكنها لم تصل الى حد العداء السافر بتجاهل الحقوق العربية والاستهانة بها علانية وكانت ترسل المبعوث اثر المبعوث احيانا بافكار جدية واخرى للمناورة ..
الان اصبحنا في مفترق طر ق صعبة لم يعد هناك ما يمكن اخفاؤه او ما يسمح باللعب تحت التربيزة كل شيئ على المكشوف خريطة جديدة وتوجهات جديدة وقوى حاكمة ومتحكمة أصبحت الحدود الدولية للمناطق على المحك..اعتراف ودعم صريح للاحتلال باي صورة وشكل ولا مجال للاعتراض..الجزارون يعملون على الارض بلا حسيب ولا رقيب والمجتمع الدولي غير قادر على الرفض او حتى ابداء رأي..المنظمات الدولية مشلولة ومعطلة مسلوبة الارادة بفعل فاعل ورغم انه معروف لا احد يواجهه او يوقفه عند اي من الخطوط الحمراء والسوداء التى تم تجاوزها وحرقها ويتم التلاعب بمصطلحات وشعارات ما انزل الله بها من سلطان..كلمات حق يراد بها باطل وترددها وسائل اعلام جهنمية تنازلت طواعية وكرها في لحظة سقوط رهيبة ومهينة عن حريتها ورضيت بالانغماس في ابار خيانة المهنية والحرية والصدق مع النفس وكل ما له صلة بالحقيقة..وهذه كارثة اخرى اشد قسوة..ورضيت بان تسبح في ظلمات التضليل والتعتيم وتشويه الحقائق لصالح سردية واحدة دبجتها الصهيونية العالمية وارغمت الجميع على الخضوع لها حتى ظن الناس واصحاب الحق انهم في عالم اختفى منه الاحرار والمخلصون ولم يعد لهم اثر..
الانزلاق الخطير في مستنقع السردية الصهيونية ومحاولات تبريرها يفرض خوض معركة مهمة اولا قبل الدخول في الاجابة عن السؤال الجوهري الى اين..وهي معركة تحرير المصطلحات ووضع ضوابط حاكمة لها لا تقبل التاويل ولا تسمح بالدخول الى متاهات مقصودة في مقدمتها حق الدفاع عن النفس.. واى حدود يكون هذا الحق وهل هو متاح لبشر دون بشر وهل يمنح رخصة للابادة الجماعية والتطهير العرقي وهل يسمح باحتلال اراضي الغير وتهجيرهم لضمان الامن وعدم الاعتداء في المستقبل على نفر مخصوص؟
ملحوظة هذه الجملة كان العالم الموالي لاسرائيل وامريكا يرددها صباح مساء كالببغاوات في تبرير الة القتل الصهيونية المجرمة وحرب الابادة والتهجير القسري للفلسطينين في غزة والضفة الغربية والعدوان الهمجي على لبنان وسوريا والعراق!!
ايضا ماذا يعنى الالتزام بامن اسرائيل وحدوده وهل يعنى هذا انتهاك السيادة للدول العربية واستباحة حدودها في اي وقت تحت مزاعم ما انزل الله بها من سلطان حول وجود او استشعار وجود شيء ما لا ترضى عنه قوة الاحتلال؟!
هل الالتزام بامن اسرائيل وحمايتها يعنى تدمير الدول العربية والقضاء عليها حتى لا تشكل تهديدا لوجود اسرائيل في المنظور القريب والبعيد؟ هل معنى امن إسرائيل.. ضرورة خلق فراغ استرايجي محيط بالكيان الصهيوني يسمح له بالتمدد كيفما شاء واينما شاء ولا مجال للحديث عن العرب وحقوقهم وشعوبهم وضرورة حمايتهم والدفاع عنها او تمكينهم من الدفاع عن انفسهم مثلما يقال عن الاخر؟!!
النقطة الاهم اين موقع السلام من الاعراب هل مات السلام ودفن الى غير رجعة واصبحنا امام فكر استعماري جديد لا يعترف بالسلام ولا باثاره ولا حتى بجدواه على اي مستوى من المستويات..ام ان الاندفاع الاعمى وراء الاطماع الصهيونية واقامة دولة اسرائيل الكبرى هو التوجه الجديد ولتذهب المنطقة وشعوبها الى الجحيم؟
الفترة الاخيرة اسقطت كل اوراق التوت بعد ان اعلن قادة الكيان الصهيوني بوضوح رفضهم لاقامة دولة فلسطينية والاصرار على التهجير القسري والطوعي للفلسطينين في غزة والضفة والغاء ملامح الوجود العربي والاسلامي وحتى المسيحي وتغيير الاسماء الى عبرية وتلمودية مثلما يحدث الان مع الضفة الغربية يريدون ان يسموها يهودا والسامرا ويلزمون وسائل الاعلام باستخدامها يوميا..فضلا عن الهدم والازالة المستمرة ليل نهارفي القدس المحتلة وحواليها..
ليس امام العرب الا ان ينتفضوا بقوة دفاعا عن حقوقهم واوطانهم وان يتذكروا المأثور الخالد: اكلت يوم اكل الثور الأبيض!!
والله المستعان ..
megahedkh@hotmail.com