في أعماق كل شخص ، هناك شخص آخر لا تراه ولا تعرف عنه شيئاً..
تجهل حياته ومعاناته وآلامه ، تخبطاته وتعثراته مع الحياة..
أنت لا ترى سوى ابتسامته التي تعلو شفاهه ، والتي تَكَلّف عبء رسمها أمامك..
أنت تسمع ضحكاته ولا تسمع صدى صرخاته..
ترى ثباته وصلابة وقفته أمامك ، ولا تنتبه لارتجاف قدماه واهتزازه..
هو أرادك أن ترى الصورة الجميلة ، بل الجانب القوي فيه وخبأ عنك ضعفه وألمه ليعيشه وحده ويبكيه..
لا تحاول نبش ما أخفاه عنك..
لا تسمح لفضولك للتحرّي عن عورة ضعفه وتهشمه..
هذّب نفسك وارتقي واكتفي بما تعرفه..
لا تطرق باب غرفة أحد أغلقها ليستر حاله ، فتكون المتسبب بمضاعفة الأذى ، بل بانهياره..
شعور مؤلم وقاسٍ أن لا أحد يعلم ما أصابك ، لا أحد يعلم كيف هي معركتك الخاصة مع الحياة ، ما الذي زعزع أمانك ، وقتل عفويتك ، كم كافحت وكم خسرت ، كم سقطت وتعثّرت ، كم بكيت واحتضرت..
لا أحد يعلم حقًّا من أنت ، هم يعلمون فقط تلك الصلابة التى يرونها فيك ، ويحسدونك قائلين : ليتنا مثله لم نحزن..