فى بداية موسم زراعة القمح ونظرا للظروف والتغيرات المحيطة بالمنطقة العربية من حروب وصراعات يظهر على السطح ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في مصر وهذا يتطلب استراتيجية شاملة تعتمد على تحسين الإنتاج المحلي، تقليل الفاقد، وترشيد الاستهلاك. لان القمح هو محصول استراتيجي ومكون رئيسي في النظام الغذائي المصري، وبالتالي يجب التركيز على هذه النقاط لتحقيق الاكتفاء الذاتي:
زيادة الإنتاج المحلي
تطوير البذور: استخدام بذور عالية الإنتاجية ومقاومة للأمراض والجفاف.
تحسين الممارسات الزراعية: تدريب المزارعين على التقنيات الحديثة مثل الزراعة الدقيقة واستخدام الأسمدة بشكل علمي.
التوسع الأفقي والرأسي:
التوسع الأفقي: زيادة المساحات المزروعة بالقمح في الأراضي الجديدة مثل مناطق الدلتا الجديدة وتوشكى.
التوسع الرأسي: زيادة إنتاجية الفدان من خلال تقنيات الري الحديثة، واستخدام الأسمدة المناسبة.
ترشيد استخدام المياه
الري بالتنقيط والرش: تقليل الفاقد من المياه من خلال تبني أنظمة ري متطورة بدلاً من الري بالغمر التقليدي.
إعادة استخدام المياه: استخدام المياه المعالجة والمياه الجوفية بطرق مستدامة.
تقليل الفاقد أثناء التخزين والنقل
تطوير الصوامع: بناء صوامع حديثة لتخزين القمح تقلل من الفاقد نتيجة الحشرات أو العوامل الجوية.
تحسين النقل: استخدام وسائل نقل أكثر كفاءة لضمان تقليل الهدر أثناء النقل من الحقول إلى مراكز التخزين أو الأسواق.
تحفيز المزارعين
تقديم الدعم المالي: رفع سعر توريد القمح المحلي لتشجيع المزارعين على زراعته.
توفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مدعومة: مثل الأسمدة، المبيدات، والآلات الزراعية.
ضمان التسويق: توفير آليات تضمن شراء الإنتاج المحلي بأسعار عادلة.
زيادة الاستثمار في البحث العلمي
تطوير أصناف جديدة من القمح تتحمل الظروف المناخية القاسية.
تحسين التكنولوجيا الزراعية لمواكبة التطورات العالمية في إنتاج الحبوب.
ترشيد الاستهلاك
رفع الوعي الغذائي: توعية المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك الخبز وتقليل الهدر.
تقليل دعم الخبز: تحسين نظام دعم الخبز لضمان وصوله فقط للمستحقين.
تنويع الاستهلاك: تشجيع المواطنين على استهلاك بدائل غذائية أخرى لتقليل الضغط على القمح.
زيادة الاعتماد على الزراعة التعاقدية
إبرام عقود مسبقة بين الحكومة والمزارعين لضمان تسويق القمح المحلي بأسعار مناسبة وتحقيق الاستقرار للمزارعين.
التخطيط لمواجهة التغير المناخي
التكيف مع المناخ: زراعة القمح في مواعيد مناسبة لمواجهة تغيرات الطقس.
تنويع مناطق الزراعة: استغلال المناطق الجديدة التي توفر بيئة مناسبة للزراعة.
تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في مصر ليس مستحيلاً، ولكنه يحتاج إلى رؤية واضحة واستثمار حقيقي في الزراعة. يتطلب ذلك تحسين الإنتاج المحلي من خلال التكنولوجيا الحديثة، ترشيد الاستهلاك، وتقليل الفاقد. هذه الجهود تحتاج إلى تعاون بين الحكومة، المزارعين، والقطاع الخاص لتحقيق الأمن الغذائي المستدام
تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في مصر في ظل التحديات العالمية، بما في ذلك احتمال نشوب حرب عالمية، يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة واستراتيجية طويلة الأمد. في حال حدوث نزاع عالمي كبير، سيزداد الضغط على سلاسل التوريد الدولية، مما يجعل الاعتماد على الاستيراد محفوفًا بالمخاطر. لذلك، على مصر أن تستعد من الآن لتحقيق الاكتفاء الذاتي بأسرع وقت ممكن.
العوامل المؤثرة على الجدول الزمني للاكتفاء الذاتي
إمكانات الزراعة الحالية
مصر تزرع حوالي 3.5 مليون فدان من القمح، لكنها تستورد ما يقرب من 50% من احتياجاتها. التوسع في زراعة القمح يحتاج إلى سنوات من التخطيط والتنفيذ.
التوسع الزراعى
مشاريع مثل “الدلتا الجديدة” و”توشكى” يمكن أن تساهم بشكل كبير، لكنها تحتاج إلى 5-10 سنوات لتصل إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة.
البحث العلمي
تطوير أصناف القمح المقاوم للظروف المناخية قد يستغرق من 3 إلى 5 سنوات، لكنه سيزيد الإنتاجية بشكل كبير.
إجراءات تسريع تحقيق الاكتفاء الذاتي
التوسع السريع في الزراعة
تسريع مشاريع استصلاح الأراضي باستخدام تقنيات متقدمة.
توفير الدعم المالي للمزارعين لتشجيعهم على زراعة القمح.
زيادة الإنتاجية
استخدام تقنيات الزراعة الحديثة.
تحسين الري وتوفير المياه اللازمة باستخدام تقنيات مثل تحلية المياه في المناطق الجديدة.
الاستثمار في الصوامع
تقليل الفاقد من القمح (الذي يتجاوز 15-20% حاليًا) يمكن أن يقلل الاعتماد على الاستيراد بشكل فوري.
ترشيد الاستهلاك المحلي:
ضبط دعم الخبز وإصلاح أنظمة التوزيع لضمان الحد من الهدر.
التوعية بأهمية تقليل الاعتماد على الخبز المدعم.
- تنويع مصادر الاستيراد كحل مؤقت:
حتى يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي، يمكن البحث عن مصادر استيراد بديلة ومستدامة لتجنب الاعتماد المفرط على دول معينة.
جدول زمني مقترح
قصير المدى (3-5 سنوات):
تحسين الإنتاجية وتقليل الفاقد من خلال تطوير الصوامع ومشروعات الري الحديثة.
بدء استخدام الأراضي المستصلحة الجديدة في الدلتا وتوشكى.
متوسط المدى (5-10 سنوات):
الوصول إلى زراعة ما يكفي من القمح لتغطية 80-90% من الاحتياجات المحلية.
تحسين تقنيات الإنتاج وتطوير البذور لتصل الإنتاجية إلى أقصى حد.
طويل المدى (10-15 سنة):
تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل، مع وجود فائض للتصدير في حالة استثمار جميع الموارد المتاحة.
في حال الحرب العالمية القادمة
في ظل الحرب العالمية، قد تتأثر تجارة القمح بشدة، وقد تواجه مصر صعوبة في الحصول على احتياجاتها من السوق الدولية. لذا، من الضروري البدء فورًا في الخطوات التالية:
استغلال المخزون الاستراتيجي: بناء مخزون يكفي لمدة لا تقل عن 6-12 شهرًا.
الإنتاج السريع: زراعة مكثفة باستخدام الأراضي المتاحة حاليًا حتى يتم استصلاح الأراضي الجديدة.
يمكن لمصر أن تحقق الاكتفاء الذاتي من القمح خلال 10 سنوات تقريبًا إذا تم تنفيذ الخطط بجدية وسرعة. أما في حالة الأزمات العالمية، يجب التركيز على استغلال الأراضي المتاحة حاليًا وتقليل الاعتماد على الاستيراد من خلال ترشيد الاستهلاك وزيادة الإنتاج المحلي.