القدر هو أحد أركان الإيمان التي يجب على كل مسلم الإيمان بها، وهو ما قدره الله سبحانه وتعالى من أحداث في حياة الإنسان والكون.
يشمل الإيمان بالقدر التسليم بأن كل شيء مقدر من الله، سواء كان خيرا أو شرا.
يتنوع القدر إلى أنواع مختلفة، مثل:
( القدر الكوني، الشرعي، المحتوم، المعلق، الجزائي، والنفسي)
وكل نوع منها يسهم في تشكيل حياتنا وتوجيه فهمنا لما يجري من حولنا.
"قدر كوني"
يتعلق هذا النوع من القدر بالقوانين الكونية التي وضعها الله سبحانه وتعالى في الكون، مثل حركة الشمس، الجاذبية، أو دوران الأرض حول نفسها.
هذه الأمور لا يمكننا تغييرها، وهي من تقدير الله لحكمة معينة في الكون.
قال الله تعالى “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ” (الإسراء: 12)
هذه الآية تبين أن الليل والنهار من آيات الله الكونية التي لا يمكن تغييرها.
"قدر شرعي"
هذا النوع يتعلق بالأوامر والنواهي التي فرضها الله على الإنسان من خلال الشرائع السماوية.
الإنسان هو من يختار الالتزام بها أو مخالفتها.
قال الله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” (غافر: 60)
هذه الآية تدل على أن الإنسان يمكنه أن يختار أن يلتزم بدعاء الله ليكون له الأثر في حياته، وهو نوع من القدر الشرعي الذي يتحقق عبر الاستجابة لأوامر الله.
"قدر قدري" (المحتوم)
هو القدر الذي لا يمكن تغييره، مثل وقت الولادة والموت.
هذه الأمور مقدرة منذ الأزل ولا مجال لتغييرها.
قال الله تعالى: “لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” (الأعراف: 34)
هذه الآية توضح أن الأجل الذي كتبه الله لكل شخص لا يمكن تغييره.
"قدر معلق"
هذا النوع من القدر يتعلق بالأمور التي يمكن أن تتغير بالدعاء والعمل الصالح.
يمكن للإنسان أن يغير مصيره في بعض الأمور بناء على ما يقدمه من أعمال.
قال الله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” (غافر: 60).
هذه الآية تشير إلى أن الدعاء يمكن أن يغير من قدر الله المعلق، ويمنح الإنسان ما يطلبه.
"قدر جزائي"
هذا يتعلق بالجزاء الذي يحصل عليه الإنسان بناء على أفعاله، سواء كان خيرا أو شرا، الجزاء إما في الدنيا أو في الآخرة.
قال الله تعالى: “فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (الزلزلة: 7-8)
هذه الآية توضح أن كل عمل يفعله الإنسان له جزاء عليه.
"قدر نفسي أو ذاتي"
هو كيف يتعامل الإنسان مع قدره، يختلف الناس في طريقة تفكيرهم وتقبلهم لما يقدره الله لهم.
قال الله تعالى: “لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا” (البقرة: 286)
هذه الآية تبين أن كل شخص لديه القدرة على تحمل ما قدره الله له.
الإيمان بالقدر يعد من أركان الإيمان في الإسلام، ويجب على المسلم أن يؤمن بكل جوانب القدر سواء كان خيرا أو شرا.
في الوقت نفسه، يجب أن يسعى الإنسان ويعمل جاهدا مع الرضا بقضاء الله، لأن الله عليم بحكمة كل شيء، وما يقدره لنا هو الأفضل دائما.