** عندما سافر المصريون إلى البلاد العربيه بداية من أواخر الستينات وأوائل السبعينات إنتشرت ظاهرة تبادل ( الكروت) فى المناسبات سواء كانت دينيه مثل شهر رمضان والأعياد أو إجتماعيه مثل عيد الأم او النجاح فى الشهادات الدراسيه
** كانت الكلمات التى تكتب فى خلفية هذه الكروت وبالرغم من قلتها إلا أنها كانت صادقه وتكتب بدافع من الحب مثل عبارات:
(مع حبى وتقديرى) أو (مع قبلاتى وأشواقى) او (تهانينا القلبية للنجاح) أو (مع أسمى رايات الأمانى) وهكذا ٠٠٠٠ أما رسائل السوشيال ميديا فى هذه الأيام تفتقد لكل المشاعر والأحاسيس كما أنها تفقد لكثير من المصداقيه
** كانت الكروت تحمل صور معالم كل بلدان العالم وكنت تستطيع من خلالها رؤية هذه المعالم فى زمن كان مجرد الحصول على أى معلومه أمر فى غاية الصعوبه وأتذكر جيداً أول مره رأيت فيها صورة (تاج محل) كان من خلال كارت معايده جاء لأبى (رحمه الله) من صديق له
** عندما إنتشرت هذه العاده بين الناس كان من الطبيعى أن ينتشر (حامل الكروت) فى المكتبات ومحال الخردوات وبه مجموعه مختلفه من الكروت التى تناسب جميع المناسبات مثل كروت الكعبه المشرفه أو برج القاهره أو الأثار المصريه المختلفه أو مناظر طبيعيه وورود وأزهار ثم بدأت تظهر الكروت المجسمه وكانت تعتبر صيحه فى ذلك الوقت كما كانت هناك كروت لمناسبه معينه مثل الكروت التى كانت منتشره قبل وأثناء كأس العالم بالأرجنتين عام (1978)
** أشهر الأماكن التى كانت تبيع هذه الكروت عندنا فى الزيتون الغربيه هى (محل أبو كارم الخردواتى) و (مكتبة على بابا فى شارع وابور الميه) و (محل عمى محمد فريد) و(مكتبة المغربى) أما فى الزيتون الشرقيه فكانت مكتبة (السندباد) ومكتبة (شكرى) وطبعاً مكتبة (فلفل) بجانب سنيما الزيتون
** أشهر مشهد فى السنيما المصريه الذى تعرض لهذه الكروت هو المشهد الذى جمع بين الثلاثى يوسف وهبى وعمر الشريف وعبد المنعم ابراهيم فى فيلم إشاعة حب عندما طلب يوسف وهبى من عمر الشريف إحضار مجموعه من الكروت بها صور (ستات جميله) وأحضر له صورة نفرتيتى وملكة إنجلترا وهند رستم والحوار الجميل بينهم وخصوصاً عندما رأى صورة ملكة إنجلترا وقال له بقى معقول ياوحيد عصرك وزمانك يكون ليك علاقه بالست دى ؟
فرد عمر الشريف وقال له ومش معقول ليه؟ فقال له عبد المنعم ابراهيم (دى ملكة إنجلترا!!!!!!!)
وبعد كده يوسف وهبى شاف صورة نفرتيتى راح قايل بعلو صوته وبتعبيرات على وجهه مالهاش حل (أيتها الألهه) دى نفرتيتى ماتت من خمسة آلاف سنه
عمر الشريف بص له وقال الله يرحمها
راح رادد عليه يوسف وهبى وقال له (ويحسن إليك)
** تخيل معى حجم السعاده الآن عندما تسترجع كروت قديمه أرسلها لك أخوك او صديقك أثناء سفره بالخارج فمثلاً أشاهد كارت بعثه لى أخى محمد (رحمه الله) أثناء وجوده فى ألمانيا وكارت آخر من صديقى الدكتور/مجدى وهبه أثناء سفره لأمريكا فى عام (1984) فى العطله الصيفيه بعد إمتحانات سنه ثالثه طب وهو يسأل مين اللى فاز فى نهائى الكأس بين الأهلى والمصرى أو كارت لخالى سامى وهو فى السعوديه وصورة الكعبه المشرفه خلفه أو كارت من خالى كامل اثناء تواجده فى ليبيا
** أقصد أن هذه الكروت فى وقت من الأوقات احتضنت أجمل أحلامنا كما أنها شهدت وعبرت عن أحاسيسنا كما أننا نستطيع إستعادتها الآن ونستطيع أن نسترجع معها ولو بقدر بسيط الأثر النفسى الطيب لزمن أخذ معه الكثير والكثير من أحبائنا وأصدقائنا وهكذا هى الحياه لا تتوقف والتغيير فى كافة شئ سمه أساسيه من سماتها