قال: هذه نظارتك الجديدة، هل ترين بها جيدًا ؟
قالت: نفس العيب، لا أرى بها غير لونين فقط، الأبيض والأسود.
قال: لا يمكن أن يكون العيب في النظارة.
قالت: طبيب العيون فحص عيني ولم يجد بها أي عيب.
قال: إذن فالعيب في البصيرة وليس في البصر.
قالت: ماذا تقصد ؟
قال: كل الألوان موجودة، ولكن لا يستقبلها سوي سليم البصيرة.
قالت: ولكن بصيرتي سليمة وسوية والدليل أنني على حق.
قالت: من يرى نفسه على حق دائمًا، فهو لا يرى غير نفسه، ويتطرف لها، وهو مريض يحتاج علاجا.
قالت: أي مرض هذا ؟
قال: إنه العمى، ومنه عمى الألوان، الذي يحجب عن العقل رؤية ما ليس فيه.
قالت: من الطبيعي أن يستقبل العقل ما فيه فقط.
قال: تلك هي المشكلة، فمن لا يثري عقلة بمعرفة كافة الألوان، سيحتكره لون واحد لم يعرف غيره، ولن يميز الألوان الأخرى حتى لو رأتها العين..
قالت: ألديك حل لذلك ؟
قال: نعم، فعقلك في حاجة للتعرف على غير الأبيض والأسود.
قالت: وكيف يكون ذلك ؟
قال: استعملي هذه.
قالت: نظارة أخرى ؟!!
قال: نعم، ولكنها نظارة قراءة !