لم يكن أحد يتصور سواء داخل أمريكا أو خارجها أن يأتي اليوم الذي تسلم فيه ” الدولة الأكبر” مقاليد حكم سوريا للإرهاب..!
ورغم ذلك فليتصور من يتصور لأنها منذ فترة زمنية قصيرة غسلت يديها من دماء الذين راحوا ضحية العنف والعنف المضاد وجرائم النسف والتدمير وهدم المباني فوق رؤوس قاطنيها..!
***
السؤال الذي يثور الآن:
هل هذه السطور السابقة تتمشى مع واقع قائم أم أنها من عندياتي أو عنديات أي كاتب أو مؤلف أو “مفبركاتي؟!
أبدا.. أبدا.. أو نعم.. نعم.. حيث يمكن القول إن بشار الأسد لم يهرب من بلاده يوم 8 ديسمبر عام 2024 بل هو ظل متشبثا بالسلطة منذ يوم 8 أغسطس عام 2011.. لكن مفاتيح الحكم وأسراره وخفايا مؤامراته وأبعاد آلامه وأفراحه لم يكن يملك من أمرها شيئا بل ارتضى راضيا مرضيا بتقسيم الدولة إلى عاصمة تدوي لكل أصوات الزيف والخوف والفزع وإلى حدائق ليست غناء تستمع فيها الناس إلى أصوات المدافع وأزيز الطائرات.
***
خلال هذه الفترة التي امتدت طيلة 13 عاما اهتم الأسد بتعلم التمثيل والإخراج وعندما ضاقت الدنيا بما رحبت رغما عنه وعن حلفائه وأعدائه معا خرج علينا متخفيا في ستار الليل بعد أن جهز له الحلفاء الروس مسيرة نزعوا منها أدواتها وأجهزتها حتى وصل إلى موسكو وبين الأجواء الباردة أصبح لا يمكن أن يشاركه أحد في ذهابه وإيابه حتى ظهر الأمريكان في العالم يعلنون أنهم قرروا إزالة سوريا من قوائم الإرهاب تلبية للصديق “الجولاني” الذي فاز بالجائزة خلال ساعات محدودة.
***
المهم ولأن الأمريكان خبراء في هدم نظم الحكم وإبعاده عن رجاله الأقوياء والضعفاء في غضون تلك الأيام فقد استجابت واشنطن فورا لإزالة اسم الرجل الذي كان في أهم صف من صفوف القاعدة تحت زعامة أسامة بن لادن..
***
ورغم ذلك هل يمكن القول إن الرغبة في إزالة الجيوب العالقة أو التي تتوارى رويدا رويدا لازالت قائمة ؟
الإجابة نعم أما باقي أعضاء القاعدة فبدأوا يفكرون في إعادة تشكيل المنظمة دون الاستعانة بخبراء أكفاء بعد إعلان أي متطرف قرر الاعتزال قوبل قراره في هدوء لكن تطفو على السطح حكاية أحداث ووقائع تتحدث عن نفسها والتي طرأت بعد إعادة صياغة العلاقات مع الإرهاب والتي تستعد حاليا لتسريح جيش سوريا الديمقراطي وإلا فسوف يكون لتركيا رأي آخر باعتبار هذا الجيش أو المسمى جيشا من ألد أعدائها..
***
أخيرا.. تبقى روسيا التي قامت بمهمتها والتي تمثلت في تهريب بشار الأسد والتي أعلنت أمس أنها نجحت وأصبح الرجل الذي هو رئيس الجمهورية يعيش آمنا في إطار ضيافة أو في حماية روسيا.
***
و..و..شكرا