توقعت قبل لقاء الأهلي والمصري مساء اليوم في قمة برج العرب أن تظهر تداعيات ال٦/١ التي أحرزها الأهلي في شباب بلوزداد الجزائري الأسبوع الماضي ونتممى أن تتكرر في لقائهما الأسبوع القادم بإذن الله.
**لم تكن توقعاتي تتعلق من قريب أو بعيد بامكانيات لاعبي الأهلي وتميزهم المهاري ورغبتهم في الفوز الأكيد لأنهم يدركون منذ البداية أن فريق المصري هذا الموسم يقدم كرة مختلفة جعلته على القمة ولم يخسر أي مباراة حتى اليوم ،كما أن مسيرته في الكونفيدرالية تسير على ما يرام..
لاعبو الأهلي من جانبهم احترموا قدرات لاعبي المصري وإمكانيات مدربهم على ماهر ،الذي -والحق يقال- صنع توليفة متميزة ينتظرها مستقبلا باهرا إن شاء الله إذا استمر هذا الأداء والجهد الوفير..
**لكن تداعيات الستة – في تقديري-
اتجهت إلى مسار آخر -طبيعي بالتأكيد- لكنه يغيب عن بال كثيرين وأعني به نشوة الفوز الوفير فهي تحدث ردة فعل عكسية في مزيج من الاطمئنان والاستهتار والاستعجال وكلها قائمة من السلبيات قد ينتج عنها في النهاية نتيجة سلبية ليست في الحسبان : هزيمة او تعادل على أفضل تقدير وساعتها لن ينفع الاهلي اعتقادهم أن كعبهم عالي على المصري الذي لم يهزمهم منذ ٦ سنوات حتى الآن في أي لقاء..
**أعتقد أن الجمهور شاركني هذا الإحساس وحرص -ما امكن -على الحضور رغم مشقة السفر وعناء البرد ،مليئا بإحساس قدرة الأهلي على الفوز رغم أن المصري هذا العام قد فاز على اثنين كبار هما الزمالك وبيراميدز ولم يبق في القائمة سوى الاهلي بطبيعة الحال.
**هذه تداعيات ظهرت واضحة في الشوط الأول السىء للأهلي حيث نجح المصري رغم الاستحواذ الخادع للنسر الأحمر في إغلاق المنافذ والسبل و أتبعها بالحصار المحكم على وسام مصدر الخطورة في الفريق ومعه أيضا للأسف أصيب الشناوي بالخضة من هجمات المصري المتعددة..
كان بإختصار شوط لمصلحة الأخضر رغم ان السماء تعاطفت مع هؤلاء الجماهير الصابرة بهدف رائع في الدقيقة ٤١ بتسديدة مباشرة خارج المنطقة..صاروخ انطلق من قدم يحيى عطية الله ،فشل الحارس في سدها ومرت من تحت يديه هدفا جميلا ..بداية للتعارف الحقيقي لعطية الله مع الجماهير.
**ورغم أن كولر لم يستخدم سلاح التغيير المبكر الذي حول النتيجة في معظم المباريات لصالح الأهلي ، إلا في الدقيقة ٦٨ كعادته التي حفظها الجميع ،ومع ذلك جاء أداء الاهلي في الشوط الثاني أفضل من الأول ،على الأقل بادلناهم الهجمات، وتعاطفت مع وسام الذي أصيب بالبرد بسبب عدم تعاون اللاعبين وإمداده بالكرات المناسبة للتسجيل ،وتمنيت في هذه الحالة أن يعيدكولر حساباته ويسعى إلى تثبيت طاهر محمد طاهر مع وسام في الهجوم بصفة أساسية، هذا إن كان طاهر غير مصاب -كما ارجو-
لان هذا الثنائي يحمل البشائر للفريق في هذه الظروف الصعبة من المباريات القادمة
**وتكمل السماء هديتها للجماهير الصابرة بهدف ماركة ” القاضية ممكن” لأفشة الحريف سجله في أخر دقيقة من الوقت بدل الضائع ، لتنتهي المباراة ويتبادل الجميع الفرحة التي نرجو ان تتكرر في المباريات القادمة والتحية واجبة لفريق المصري الشاب الذي يستحق بالفعل موقعه بين الكبار.
صالح إبراهيم