وحدانية خالق الأرض والسماوات السبع في ضوء آيةٍ من كلماتٍ سبع
يظل التهوك في وحدانية الخالق، يُساور أرتالاً بالمليارات، أكانوا مُلحدين، أم في الكتب السماوية مُحرِفين… هؤلاء وهؤلاء لم تُغنهم سورة الإخلاص بحال، كأنهم يرون أن سردها النظري لا يُلبي حُجية اليقين العقدي… فإذا ما أصابهم التلبيس والتأييس، أصروا ماضين على شرطية البرهنة على وحدانية الله، بنصٍ حكيمٍ من الكتاب المسطور، يُسقَط على كُليات وجزئيات الكون المنظور…
والنصُ أيها المتهوكون ناصعٌ فاقعٌ في الكتاب المبين، وايم الله لهو أدق بُرهان على وحدانية الله، بحاصل كل التجارب التي ارتأها الفيزيائيون والكيميائيون والجيولوجيون والرياضياتيون….
قال الله عز وجل : ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) الذاريات/ 49
هذه الآية الكريمة تقطع بوحدانية وإفراد الله، وتنزيهه جل وعلا عن الزوجية، فكل ما سوى الله الواحد، في الكون المرئي والمطوي أرضاً وسماءً يخضع للزوجية…
آية من كلمات سبع، تثبت وحدانية الخالق وباسط الأرض ورافع السماوات السبع…
حقيقة أكدها التجريبيون، فيزيائيون وكيميائيون وجيولوجيون ورياضياتيون وأحيائيون وأطباء وعلماء نبات إلخ …
ومعنى الآية : أن الله تعالى خلق من جميع الكائنات زوجين ، أي : صنفين متقابلين . كالذكر والأنثى ، والليل والنهار ، والحر والبرد وذلك يدل على كمال قدرة الله تعالى الذي يخلق ما يشاء ، فيخلق الشيء ويخلق ما يخالفه في الصفات …
وقال ابن كثير رحمه الله :
” ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) أَيْ : جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ أَزْوَاجٌ : سَمَاءٌ وَأَرْضٌ ، وَلَيْلٌ وَنَهَارٌ ، وَشَمْسٌ وَقَمَرٌ ، وَبَرٌّ وَبَحْرٌ ، وَضِيَاءٌ وَظَلَامٌ ، وَإِيمَانٌ وَكُفْرٌ ، وَمَوْتٌ وَحَيَاةٌ ، وَشَقَاءٌ وَسَعَادَةٌ ، وَجَنَّةٌ وَنَارٌ ، حَتَّى الْحَيَوَانَاتُ ، جِنٌّ وَإِنْسٌ ، ذُكُورٌ وَإِنَاثٌ ، وَالنَّبَاتَاتُ ، وَلِهَذَا قَالَ : ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) أَيْ : لِتَعْلَمُوا أَنَّ الْخَالِقَ واحدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ ” انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (7/ 424) …
ولو لم يُكن القرآن كله سوى الآية التاسعة والأربعين من سورة الذاريات، لكانت بحق حُجَةُ الله على خلقه في الإقرار بوحدانيته، لا شريك له قط..
كالذكر والأنثى، والإنس والجن، والخير والشر ، والسماء والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر ، والضياء والظلام، والشتاء والصيف، والحر والبرد، والحلو والحامض، والعذب والمالح، والإيمان والكفر ، والجنة والنار، وكذلك في الحيوانات والنباتات وفي الجماد، هناك بروتون يقابله نيوترون،،
ولما حاول الملاحدة الطعن في هذه الآية، بخلق شبهة أن بعض الكائنات لا تَخضع للتزاوج، كالبرامسيوم ودودة الأرض، أبهتتهم التجارب العملية، بتكاثر هذه الكائنات تكاثُراً لا جنسي، عن طريق تقسيم الخلايا والانشطار الثنائي……
أإلهٌ مع الله حاشا وكلا
إنما هو إلهٌ واحد