(طابور الصباح)
** قد يظن البعض أن إصطفاف الطلبه فى ساحة المدرسه فى الصباح ليس أكثر من خطوه تقليديه لتنظيم دخولهم إلى الفصول ولكن فى الحقيقه كان طابور الصباح يحتوى على فقرات للتوعيه والتثقيف مع بعض التمرينات الرياضيه البسيطه لطرد الكسل وتنشيط الدورة الدموية وبالتالى تنشيط الجسم ككل حتى يصبح الطالب مستعد تماماً لما سيتقبله من معلومات طوال اليوم
** كان مدير المدرسه هو المسؤول الأول عن طابور الصباح وغالباً ماكان يتواجد معه وكيل المدرسه ومدرسى التربيه الرياضيه والإختصاصى الإجتماعى ومدرس الموسيقى وكان المدير يوجه كلمه بسيطه جدا بها بعض الملاحظات والتوجيهات الخاصه بالمدرسه وكذلك بعض المعلومات الخاصه لما يحدث سواء من الناحيه الإجتماعيه أو السياسيه وكان أستاذ التربيه الرياضيه هو القائد الميدانى للطابور ومدرس الموسيقى عادة مايكون مسؤولاً عن فقرات الإذاعه المدرسيه مع بعض المدرسين وخاصة مدرس اللغه العربيه وكانت فقرات الإذاعه المدرسيه يتم إعدادها بعنايه ويتم إختيار الطلبه بحرص شديد ويتم تدريبهم على حسن الإلقاء
** كان طابور الصباح أيضاً عباره عن كبسوله وطنيه تزيد من الشعور الوطنى والإنتماء من خلال الإستماع إلى النشيد الوطني والمشاركه فى تحية العلم والذى يعتبر رمزاً لسيادة وإستقلال الوطن وكان يتم فيه تكريم الطلبه المتفوقين دراسياً وكذلك المبدعين فى الأنشطه المدرسيه مما كان يعتبر تعزيزاً لهم وتحفيزا لزملائهم
** بالنسبه لطابور الصباح فى مرحلتى الإبتدائية بمدرسة حدائق الزيتون الإبتدائية كان يقوده أحياناً أستاذ بطايحى أو الأستاذ بسيونى أو الأستاذ عبد ربه وكان يحتوى على بعض الخطب الحماسيه منهم لرفع الروح المعنويه لدينا وهذا ماكان يتناسب مع أحداث هذه الفتره من حروب وتهجير وخلافه وخاصة بعد أحداث مدرسة بحر البقر أو أحداث مصانع أبو زعبل لكن إختلف الطابور فى المرحله الإعداديه بمدرسة إبن خلدون الإعداديه حيث كان الأستاذ العظيم/عبد الرحمن هيكل ناظر المدرسة حريصاً دائماً على التواجد مع إلقاء كلمه بسيطه ومازلت أذكر كلامه يوم وفاة الأستاذ/أحمد زكى عاكف أبو الكيمياء المصرى وهو ينعيه لنا وكنت أول مره أسمع عنه
كذلك عندما قال لنا من المؤسف أننا جميعاً ننطق إسم بلدنا (مصر) بطريقه خاطئه فجميعنا كان ومازال ينطقها بفتح حرف الميم ولكن النطق الصحيح بكسر حرف الميم
ولا يمكن أنسى أستاذ محمد الشحات بالمدرسه وكان هو مدرس التربيه الرياضيه مع أستاذ إبراهيم بخيت وطبعاً الخطبه اليوميه للأستاذ/خليل محمد فتى موجه اللغه العربيه بالمدرسه
كانت فرقة الإذاعه المدرسيه فى المدرسه بها مجموعه من المواهب يقودها الأستاذ/بهيج مدرس التربيه الموسيقيه بخفة دمه المعهوده مع جميع الطلبه وكلمته المشهوره لما يزعل من طالب (ثلاثين أهلك)وطبعاً عازف الأوكورديون بالمدرسه وهو الآن اللواء مهندس/محسن عبد المحسن
أما طابور الصباح فى مدرسة القبه الثانويه فكان يغلب عليه الناحيه العسكريه حيث كانت تضرب (النوبه ) وهى موسيقى عسكريه ليبدأ بعدها العقيد/أسامه محمود لبيب فى قيادة الطابور وكان الطابور يحتوى على فقرة الأوامر حيث كان يقوم الصف ضابط الموجود بإلقاء الأوامر اليوميه وماأتذكره هذه العبارات
أوامر مدرسة القبه الثانويه العسكريه بإسم العقيد أسامه محمود لبيب:
ضابط عظيم المدرسه اليوم/٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ضابط عظيم المدرسه باكر /٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ضابط عظيم المدرسه المنتظر/٠٠٠٠٠٠٠
ضم على القوه (لايوجد)
غياب بدون إذن (لايوجد)
غياب بإذن علاجى (لايوجد)
** منذ عامين بالضبط وزى النهارده يوم (2023/1/8) ذهب فصلنا فى المرحله الإعداديه إلى مدرسة إبن خلدون الإعداديه ووقفنا فى طابور الصباح وصعدنا الفصول وقضينا يوم من أجمل أيام حياتنا (ستجد ڤيديو ونحن داخل الفصل فى التعليقات)
أنا لا أعرف هل هناك مازال طابور الصباح فى المدارس وهل مازال بنفس مكانته أم موجود بصوره لاقيمة لها أم تلاشى وأختفى مثل إختفاء أشياء كثيرة من حياتنا
(ياترى يللى حتقرأ البوست ماهى ذكرياتك عن طابور الصباح بالمدرسه وهل تعلمت منه شئ ؟)
(ذكرى رقم 226)
محمود عزب البحراوى