الذكاء الاصطناعي غبي مع القرآن الكريم ..لفت نظري العنوان بشدة.. وقلت في نفسي مستحيل فليس للذكاء الاصطناعي موقف من اي شيء اصلا..فهو مجرد وسيلة ولها ادواتتها..تحسن إذا أحسن من يستخدمها وتسيء بقدر ما يستطيع المسيء أن يوظفها ..والامر يتركز في البشر ومدى قدرتهم على التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في المهام المختلفة والإفادة من القدرات الرهيبة التى يستطيع أن ينفذها بطريقة مذهلة للإنسان ..
القضية ببساطة شديدة يمكن تلخيصها في ان المسلمين حتى الان مازالوا حيارى ويضلون الطريق في التعامل مع القران الكريم كتاب الله الخالد المعجز على الرغم من المؤلفات الكثيرة التي حاولت الإجابة عن السؤال الأهم كيف نتعامل مع القران الكريم وكيف نطبق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي؟!!..لوعرفنا ذلك لما كان حال المسلمين على تلك الحالة المزرية التي هم عليها اليوم ولما تكالبت عليهم الأمم كما تتكالب الاكلة على قصعتها رغم ما يملكونه من موارد وخيرات تسد عين الشمس ولكنهم قوم لايعقلون ولايفقهون ولا يعلمون وبالتالي اصبحوا قليلي الحيلة منزوعي القوة والقدرة الى ان يشاء الله ويقضي امرا كان مفعولا يعز به دينه وينصر اولياءه ويرفع راية جنده مصداقا لقوله تعالى “وان جندنا لهم الغالبون”..
يتصور البعض خطأ او فهلوة انه يمكنه ان يسال الذكاء الاصطناعي أي سؤال في القران الكريم ويجيبه إجابة صحيحة.. وهذه بداية الكارثة فليس من مهام الذكاء الاصطناعي فعل ذلك بداية ولكن لابد من التهيئة والاعداد للذكاء الاصطناعي ليقوم بهذه المهمة والا سيقوم بجمع وتنسيق أي بيانات ومعلومات من كل مكان ولا يهم متعارضة او متضاربة ويقدمها لك فيفاجأ السائل بخليط عجيب ومضحك من البيانات والمعلومات..
والحقيقة التي يجب الا تغيب عن الاذهان انه قبل الشروع في التفكير والدخول الى الذكاء الاصطناعي واستخدامه في البحث عن القران الكريم وعلومه يجب ان نجيب على السؤال الكبير وهو كيف يكون الذكاء الاصطناعي في خدمة القران الكريم؟!.
الإجابة تقتضي ان تكون هناك تطبيقات علمية تخدم القران الكريم يتم اعدادها لذلك..تطبيقات وبرامج تحدد الأهداف والاغراض المطلوبة وعن طريق الأدوات والوسائل التي يتيحها الذكاء الاصطناعي يمكن التعامل معها والوصول الى المعلومات والبيانات الصحيحة..اي انه ببساطة لابد ان تكون هناك قاعدة بيانات موثوقة وصحيحة يمكن اللجوء اليها ويعمل عليها الذكاء الاصطناعي أولا..
يتحدث الخبراء في المجال عن أفكار مهمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات تخدم القران الكريم كاستخدامه للتذكير بالوقت المناسب للشخص للقراءة او للحفظ وفقا لجدوله الشخصي او كمساعد شخصي لقراءة وحفظ لجزء محدد وترديده عدة مرات..او للربط الشبكي بين نصوص القران مثل تفسير الايات لبعضها او الربط مع الاحاديث الشارحة لها .. ويمكن استخدام الأدوات لتصحيح التلاوة وتصحيح التجويد.. ويمكن اعداد برنامج يمكن المستخدم من السؤال عن تفسير ومعاني الايات من خلال عدة تفاسير او البحث عن الايات والكلمات بالمعنى مثال اذكر الايات التي ورد فيها كلمة كذا..
كما يمكن استخدامه لتعليم غير الناطقين باللغة العربية ومعرفة الأخطاء المتكررة وهكذا..
علماء الامة ومفكروها والخبراء في التقنيات والذكاء الاصطناعي عليهم مهمة كبرى في اعداد البرامج التي تمكن من خدمة القران وأهله وتمكن من الإفادة الحقيقية من الامكانايات الرهيبة للذكاء الاصطناعي والعمل كذلك على توفير قاعدة بيانات حقيقية وملائمة تكون قادرة على مواجهة أي تحد في عالم البيانات والمعلومات الرقمية وبما يضمن عدم السقوط في فخاخ من يتربصون بالإسلام وأهله والعبث بالتراث ومضامين الثقافة الإسلامية الاصيلة..
وهم في هذه المهمة ليس لهم خيار وانما هي فرض عين على كل خبراء الذكاء الاصطناعي والخبراء في جوجل في الذكاء وتعلم الالة.. لماذا؟ لان القوى المناوئة للاسلام والمسلمين لا تفتأ ولا تتوانى عن استخدام أي سلاح في المواجهة فما بالك بالذكاء الاصطناعي وامكانياته الجبارة ..وهم قد بدأوا بالفعل محاولات دءووبة ليس فقط في التحريف والعبث في الايات من خلال اللعب في الخوارزميات للوصول الى نتائج مضللة او على الأقل محرفة للايات القرانية..
بل انهم حاولوا عن طريق الذكاء الاصطناعي في محاكاة نص قراني وقد فشلوا في ذلك فشلا ذريعا ..هم يتناسون ان القران معجز وتحدى ارباب البلاغة والبيان ان ياتوا بسورة او اية من مثله..
لاننكر وجود بعض المحاولات العملية وبعض التطبيقات لخدمة كتاب الله لكن القران الكريم وعلومه يحتاج الى المزيد والمزيد لاستكشاف سبل استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في مجال تحسين التلاوة للقرآن الكريم باستخدام التقنيات الصوتية للذكاء الاصطناعي ومعالجة الصوت بتقديم توجيهات صوتية دقيقة للمتعلمين والمبتدئين وفق تقنية المساعد الذكي لتصويب وتحسين التلاوة وتحليل أداء المتعلمين وفق تقارير مفصلة وأيضا برامج للتعريف والتيسير في البحث عن معاني ومقاصد القران وادابه وهدايته للبشرية جمعاء..ولعلها تكون طريقة صحيحة ومباشرة لتقديم وعرض الإسلام لمن يريد من المسلمين وغيرهم بعيدا عن أي مواقف عدائية وبعيدا عن السقوط في فخ الرد على الاتهامات والشبهات والتي جعلت الإسلام وأهله سجينا في قفص المجرمين..
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com