المسرح هو الفن الوحيد القادر على مواجهة الفرد بصورة ذاته ويجبره على مواجهة أفكاره مشاعره وتناقضاته مواجهة حيه مباشرة، وهو الفن الوحيد الذي يقوم على تعارض وجهات النظر من خلال صراع الأحداث الفكرية والاجتماعية؛ ولذلك فالمتفرج الذي يتابع العمل المسرحي لابد أن يحتفظ بحرية الاتفاق أو الاختلاف مع مايري ويسمع وكذلك لابد للعمل المسرحي نصا وعرضا أن يمارس حرية التصوير والمزاوجة بين النظريات المختلفة للواقع مستهدفا إنارة الوعي، وتحرير الفكر، ورحابة المشاعر فالحرية ضرورة لاغني عنها ولكن في إطار وظائف المسرح الأساسية وهي المتعة و التعليم والتعلم بشكل يتجنب الخطابة ،المباشرة التلقين الفكري وهيمة الخطاب الواحد أو زرع أفكار أو معتقدات ما موجه بشكل أو بأخر لغرض ما.
فهناك دائما حد فاصل بين الحرية و التبعية والمقصود هنا بالتبعية هو الانسياق المغيب وراء صور وأفكار و فرضيات ليس لها أساس بثقافتنا وهويتنا وأصالتنا العربية.
لهذا لا يمكننا أن نتحدث عن فنية المسرح وتقنياته في معزل عن الحياة فإننا نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى أن نتخذ علاقة المسرح بالحياة والمجتمع منطلقا لمناقشة أزمته الراهن حيث إن المسرح كان دائما وعلى طول تاريخه أكثر الفنون عامة التصاقا بالمجتمع ، فهو نشاط جماعي في مرحلة الإعداد والتنفيذ، ونشاط جماعي أيضا في مرحلة التلقي لهذا نجد أن قضية الأصالة هي المفتاح الأساسي لفهم ما يدور على الساحة المسرحية العربية بوجه عام.
ناقدة مسرحية وفنية