أرجوكم .. أرجوكم .. لا تقولوا لي إن ما حدث في السودان أمس وأمس فقط لا علاقة له بما يجري مع معظم دول منطقة الشرق الأوسط .. فبصرف النظر عن الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وما تسمى بقوات الدعم السريع فإن الأنباء التي تسربت بالأمس كفيلة بأن ينتفض العالم كله رافضا ومنددا ومطالبا باستخدام أقصى أنواع العقاب ضد كل من يمزق الجيوش ويخرب المجتمعات ويدمر حياة الاستقرار والأمان..!
***
طبعا.. أنا أقصد ما أعلنته ما تسمى قوات الدعم السريع حول إنشاء حكومة سودانية موازية..!
هل تعرفون ماذا يعني ذلك التطور الغريب الذي يجري في هذا البلد الحبيب الذي يملك ثروات طبيعية هائلة وضخمة مما دفع الاستعمار الجديد إلى أن يلهث وراءها بطريقة فجة ومكشوفة وإن كان ذلك ليس بجديد هذه الأيام بالذات.
***
من هنا فإن هذه الأنباء التي ترددت بالأمس لماذا جاء الإعلان عنها في نفس الوقت الذي قام فيه سفاح القرن بنيامين نتنياهو بمنع المساعدات الإنسانية عن أهل غزة الذين يعانون معاناة مخزية من الجوع والعرى والمرض دون أن يشغلوا بال هذا المجتمع الدولي الذي تثبت الأيام أنه مجتمع عاجز وخائف ومتردد ؟!
***
أيضا لماذا الحديث عن هذه الحكومة الموازية المشبوهة مع إعلان أمريكا أن إدارة ترامب وافقت على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل بمبلغ 12 مليار دولار بدأت البواخر التي تحملها في التحرك أمس وأمس فقط؟!
***
كذلك.. وكذلك لماذا الإعلان عن الحكومة السودانية الموازية مع هذا الجدل الدائر بين أمريكا والعراق حول استمرار قوات عسكرية أجنبية يصفها البنتاجون بأنها مجموعات من الخبراء بينما العراق يؤكد أنها قوات احتلال وطأت الأرض منذ عام 2003 ومازالت باقية حتى الآن رافضة مغادرة بلاد النفط والغاز والتراث المتمثل في آلاف من قطع الآثار النادرة والتي نهبها الجيش الغازي والتي مازالت تباع حتى الآن في الأسواق الأجنبية بمئات الآلاف من الدولارات؟!
***
أيضا وأيضا وهل يمكن الفصل بين ما جرى في السودان أمس وبين تطورات الأحداث في سوريا والتي نتجت عن تعرض الوطن العربي الحبيب إلى أخطار الصراع والنزاع رغم تأكيد الحكام الجدد عكس ذلك..؟!
***
كذلك وكذلك لقد عادت نيران الصراع تشتعل في ليبيا من جديد وأخذت الطوائف والقبائل كل منها يوجه للأخرى أقذع أنواع الاتهامات..
***
حتى تونس التي ما أن صدر حكم قضائي بإدانة زعيم الإخوان رائد الغنوشي حتى عمت المظاهرات أنحاء البلاد ولولا قوة الرئيس قيس سعيد وتمكنه من قواعد حكمه لتطورت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه..!
***
إذن فليثب الشاردون إلى عقولهم وليدرك هؤلاء المتآمرون في السودان أنهم أول من سيدفعون الثمن فلا حاضر ولا مستقبل لأمة تمزق جيشها وتقطعت أوصاله شعبها ودعوني أنبه وأنبه من جديد بأن التآمر الخبيث مكشوف ومكشوف وأصارحكم أكثر وأكثر بأنه لولا جهد مصر وثقل وزنها وحيادية سلوكها لكانت القضية الفلسطينية تاهت هذه الأيام بالذات أكثر من أي وقت آخر..!
ويكفي.. يكفي موقف الاتحاد الأوروبي الذي أكدت مفوضته دوبرافكا سُويتشا بعد لقائها بالرئيس عبد الفتاح السيسي سلامة رؤيته وصدق نواياه مما جعل النهج المصري من حيث إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة يعد الضمان الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
***
و..و..شكرا