لأننا فى عصر الجهلة المغرورين، فلا عجب أن تجد كل نشاطات وزارة الثقافة محددة فى شهر رمضان, وتتركز فى العروض الفنية والأمسيات والعروض المسرحية، وبرغم خطورة وأهمية هذه الوزارة لتوعية المواطن والنهوض بفكره فى عصر متسارع، فلا دور لها فى التوعية والثقافة بأنواعها، ولانجد لها أى وجود طوال العام، ويظهر من ترشيح الوزراء أنها لا تحظى باهتمام حقيقى للدولة مثل التعليم تماما، فلا تتعجب أن تقودها راقصة باليه الوزيرة السابقة. نفس الحال للوزير الحالى، لا علاقة لهما بالثقافة والفكر العالمى للأسف، وإرساء الهوية المصرية، رحم الله أساطين الثقافة الحقيقية الذين نهضوا بالأجيال، منهم العملاق د أحمد هيكل، لتأتى لنا شخصيات “خاوية على عروشها”، دون مؤهلات الترشيح فى هذا الموقع المهيمن على عقول وثقافة المصريين، فى مواجهة الهيمنة والغزو الغربى المدمر، الذى يمثل احتلالا لعقول المصريين، إلا أن تكون سوء ترشيح واختيار، فلا نشاطا أو خطة حقيقية مدروسة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، وكلها فى إطار واحد، الغريب أن بعض تلك العروض تقدم بتذاكر فى مناطق شعبية، ولا تكتفى هذه الفرق بتلقى رواتب طوال العام على “حس” شهر رمضان وغالبا دون عمل، ولا أجد معنى بين كل العروض الراقصة والأداء فى الشهر الكريم، فإذا كانت الوزارة لا تهتم سوى بالفنون دون الثقافة، اقترح أن تسمى وزارة الفنون ولا عيب، بشرط أن تعمل طيلة العام، وتنفصل عنها شريحة الثقافة ليتولاها الأنسب علما وثقافة، ولأن شكلها الحالى مهين لمصر العظيمة وتاريخها العملاق، فإن كل مفهوم الوزارة للأسف أنها تقدم حفلات على سبيل التسلية وسهرات لا أكثر، على طريقة تناول اللب والتسالى، امتدادا للانهيار الأخلاقى الذى تتناوله تمثيليات رمضان هذا العام، والتى لا توصف فى الانحطاط بكل أنواعه مع غياب دور الرقابة والأمان الوطنى، لذلك فإنها وزارة معزولة للأسف، حتى إن المقاهى طغت على دورها بجدارة، بل حتى لا يسمع المواطن عنها أو جهدها، فلا وسيلة دعاية أورعاية لهذه الأنشطة. وتحس من نشاطهم أنهم معزولون، لا أداء جادا، أو فكرا جديدا جاذبا للمواطن أو حتى “طعم” لعملهم ..أعيدوا النظر فى الوزارة أو أغلقوها مادامت لاتدرك خطورة دورها الوطنى المطلوب، ووفروا عشرات المليارات فى بلد تتسول من “طوب الأرض”.. ويكفينا البلاء الذى يعيشه المواطن …لا سامحكم الله..!
