المرأة أمٌّ وليست أَمَة، مربية وليست خادمة، شريكة عمر لا رفيقة درب عابر، والرجل هو ربَّان السفينة، يفترض ألا يعرضها لهوج الرياح، ونتوء البحار وإلا حطمها بمن فيها، وشتت أفرادها؛ فها هم الأطفال قد وقفوا والصدمة تكاد تقتلهم بعدما فقدوا معاني الإحساس بالأمن والحماية والاستقرار، وباتوا فريسة صراعات بين والديهم حول تبعيتهم التي قد تتجاوز حدود المعقول؛ حيث يتسابق كل منهما ليكسب الطفل إلى جانبه، ولو أدى ذلك إلى استخدام الوسائل الجذابة كالرشوة أو التجسس أو تشويه صورة الآخر. هنا تتحطم الصورة المتوازية لتركيبة الزوجين في ذهنية الطفل، الأمر الذي يجعله يفقد الثقة بالاثنين معاً، وقد يضيق ذرعاً بهذا الوسط الذي يعيش فيه محكوماً بخبرات سيئة؛ فيبدأ في البحث عن وسط جديد علّه يجد فيه تعويضاً عمَّا فقده من حب وحنان، مما يعرضه أحياناً إلى رفاق السوء الذين يقودونه إلى عالم الجريمة والانحراف.
